الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حضن ) الحاء والضاد والنون أصل واحد يقاس ، وهو حفظ الشيء وصيانته . فالحضن ما دون الإبط إلى الكشح ; يقال احتضنت الشيء جعلته في حضني . فأما قول الكميت :

                                                          [ ص: 74 ]

                                                          ودوية أنفذت حضني ظلامها هدوا إذا ما طائر الليل أبصرا

                                                          فإنه يريد قطعه إياها . وطائر [ الليل ] : الخفاش . ونواحي كل شيء أحضانه .

                                                          ومن الباب حضنت المرأة ولدها ، وكذلك حضنت الحمامة بيضها .

                                                          والمحتضن : [ الحضن ] . قال :

                                                          عريضة بوص إذا أدبرت هضيم الحشا عبلة المحتضن فأما حضن فجبل بنجد ، وهو أول نجد . والعرب تقول : " أنجد من رأى حضنا " . ويقال امرأة حضون بينة الحضان . فأما قولهم حضنت الرجل عن الرجل ، إذا نحيته عنه ، فكلمة مشكوك فيها ، ووجدت كثيرا من أهل العلم ينكرونها . فإن كانت صحيحة فالقياس فيها مطرد ، كأن الشيء حضن عنه وحفظ ولم يمكن منه . ومصدره الحضن والحضانة . ويقال الحضن العاج في قول القائل :

                                                          تبسمت عن وميض البرق كاشرة وأبرزت عن هجان اللون كالحضن ويقال إن الحضن أصل الجبل . فإن كان ما ذكرناه من العاج صحيحا فهو شاذ عن الأصل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية