الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( دمر ) الدال والميم والراء أصل واحد يدل على الدخول في البيت وغيره . يقال دمر الرجل بيته ، إذا دخله . وفرق ناس بين أن يكون دخوله بإذن أو غير إذن ، فقال أبو عبيد في حديث النبي عليه الصلاة والسلام : " من اطلع في بيت قوم بغير إذن فقد دمر " ، أي دخل . قال أبو عبيد : هذا إذا كان بغير إذن ، فإن كان بإذن فليس بدمور . وهذا تفسير شرعي ، وأما قياس الكلمة فما ذكرناه أولا . ومنه قول أوس :


                                                          فلاقى عليه من صباح مدمرا لناموسه من الصفيح سقائف

                                                          ، قال الشيباني ، والأصمعي : المدمر الداخل في القترة . ويقال دمر القنفذ إذا دخل جحره . وقال ناس : المدمر الصائد يدخن بأوبار الإبل وغيرها حتى لا يجد الصيد ريحه . والذي عندنا أن المدمر هو الداخل قترته ، فإذا دخلها دخن . وليس المدمر من نعت المدخن ، والقياس لا يقتضيه . وقال الله تعالى : دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها . والدمار : الهلاك . ويقال إن التدمري : ضرب من اليرابيع . فإن كان صحيحا فهو القياس ، لأنه يدمر في جحرته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية