فالأول الذباب ، معروف ، وواحدته ذبابة ، وجمع الجمع أذبة . ومما يشبه به ويحمل عليه ذباب العين : إنسانها . ويقال ذببت عنه ، إذا دفعت عنه ، كأنك طردت عنه الذباب التي يتأذى به . وقول النابغة :
ضرابة بالمشفر الأذبه
فهو جمع ذباب . والمذبوب من الإبل : الذي يدخل الذباب منخره . والمذبوب : الأحمق ، كأنه شبه بالجمل المذبوب .وأما الحد فذباب أسنان البعير : حدها . قال الشاعر :
[ ص: 349 ]
وتسمع للذباب إذا تغنى كتغريد الحمام على الغصون
والأصل الثالث : الذبذبة : نوس الشيء المعلق في الهواء . والرجل المذبذب : المتردد بين أمرين . والذبذب : الذكر; لأنه يتذبذب أي يتردد . والذباذب : أشياء تعلق في هودج ، أو رأس بعير . والذب : الثور الوحشي ، ويسمى ذب الرياد . قال ابن مقبل :
يمشي بها ذب الرياد كأنه فتى فارسي ذو سوارين رامح
ومن هذا الأصل الثالث قولهم ذبت شفته ، إذا ذبلت من العطش . وأنشد :
هم سقوني عللا بعد نهل من بعد ما ذب اللسان وذبل
ومن الاضطراب والحركة قولهم : ذببنا ليلتنا ، أي أتعبنا في السير . ولا ينالون الماء إلا بقرب مذبب ، أي مسرع . قال :
مذببة أضر بها بكوري وتهجيري إذا اليعفور قالا
يذبب ورد على إثره وأمكنه وقع مردى خشب