كتاب الحاء
باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف والمطابق أوله حاء ، وتفريع مقاييسه
( حد ) الحاء والدال أصلان : الأول المنع ، والثاني طرف الشيء .
فالحد : الحاجز بين الشيئين . وفلان محدود ، إذا كان ممنوعا . و " إنه لمحارف محدود " ، كأنه قد منع الرزق . ويقال للبواب حداد ، لمنعه الناس من الدخول . قال الأعشى :
فقمنا ولما يصح ديكنا إلى جونة عند حدادها
وقال النابغة في الحد والمنع :إلا  سليمان   إذ قال المليك له      قم في البرية فاحددها عن الفند  
[ ص: 4 ]
يا رب من كتمني الصعادا      فهب له حليلة مغدادا  
كان لها ما عمرت حدادا  
ويقال : ما لي عن هذا الأمر حدد ومحتد ، أي معدل وممتنع . ويقال حددا ، بمعنى معاذ الله . وأصله من المنع . قال الكميت :
حددا أن يكون سيبك فينا      زرما أو يجيئنا تمصيرا  
وأما الأصل الآخر فقولهم : حد السيف وهو حرفه ، وحد السكين . وحد الشراب : صلابته . قال الأعشى :
وكأس كعين الديك باكرت حدها
[ ص: 5 ] وحد الرجل : بأسه . وهو تشبيه .ومن المحمول الحدة التي تعتري الإنسان من النزق . تقول حددت على الرجل أحد حدة .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					