فالأول الحس : القتل ، قال الله تعالى : إذ تحسونهم بإذنه .
ومن ذلك الحديث : " حسوهم بالسيف حسا " . وفي الحديث في الجراد : " إذا حسه البرد " . والحسيس : القتيل . قال الأفوه :
وقد تردى كل قرن حسيس
ويقال إن البرد محسة للنبات . ومن هذا حسحست الشيء من اللحم ، إذا جعلته على الجمرة ; وحشحشت أيضا . ويقول العرب : افعل ذلك قبل حساس الأيسار ، أي قبل أن يحسحسوا من جزورهم ، أي يجعلوا اللحم على النار .ومن هذا الباب قولهم أحسست ، أي علمت بالشيء . قال الله تعالى : هل تحس منهم من أحد . وهذا محمول على قولهم قتلت الشيء علما . فقد عاد إلى الأصل الذي ذكرناه . ويقال للمشاعر الخمس الحواس ، وهي : اللمس ، والذوق ، والشم ، والسمع ، والبصر . ومن هذا الباب قولهم : من أين حسست هذا الخبر ، أي تخبرته .
ومن هذا الباب قولهم للذي يطرد الجوع بسخائه : حسحاس . قال :
واذكر حسينا في النفير وقبله حسنا وعتبة ذا الندى الحسحاسا
في معدن الملك القديم الكرس ليس بمقلوع ولا منحس
رب شريب لك ذي حساس شرابه كالحز بالمواسي