[ ص: 16 ] ويقال حاق فلان فلانا ، إذا ادعى كل واحد منهما ، فإذا غلبه على الحق قيل حقه وأحقه . واحتق الناس من الدين ، إذا ادعى كل واحد الحق .
وفي حديث علي عليه السلام : " إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى " .
قال أبو عبيد : يريد الإدراك وبلوغ العقل . والحقاق أن تقول هذه أنا أحق ، ويقول أولئك نحن أحق . حاققته حقاقا . ومن قال " نص الحقائق " أراد جمع الحقيقة .
ويقال للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء : " إنه لنزق الحقاق " ويقال طعنة محتقة ، إذا وصلت إلى الجوف لشدتها ، ويقال هي التي تطعن في حق الورك . قال الهذلي :
وهلا وقد شرع الأسنة نحوها من بين محتق بها ومشرم
وقال قوم : المحتق الذي يقتل مكانه . ويقال ثوب محقق ، إذا كان محكم النسج . قال :تسربل جلد وجه أبيك إنا كفيناك المحققة الرقاقا
[ ص: 17 ]
وهم ما هم إذا عزت الخم ر وقامت زقاقهم والحقاق
حامي الحقيقة نسال الوديقة مع تاق الوسيقة لا نكس ولا وان
وأقدر مشرف الصهوات ساط كميت لا أحق ولا شئيت
والأحق : أن يطبق هذا ذاك . والشئيت : أن يقصر موقع حافر رجليه عن موقع حافر يديه .
والحاقة : القيامة ; لأنها تحق بكل شيء . قال الله تعالى : ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين . والحقحقة أرفع السير وأتعبه للظهر . وفي حديث [ ص: 18 ] لابنه : مطرف بن عبد الله " خير الأمور أوساطها ، وشر السير الحقحقة " . والحق : ملتقى كل عظمين إلا الظهر ; ولا يكون ذلك إلا صلبا قويا .
ومن هذا الحق من الخشب ، كأنه ملتقى الشيء وطبقه . وهي مؤنثة ، والجمع حقق . وهو في شعر رؤبة :
تقطيط الحقق
ويقال فلان حقيق بكذا ومحقوق به . وقال الأعشى :لمحقوقة أن تستجيبي لصوته وأن تعلمي أن المعان موفق
قال حق لك أن تفعل هذا وحققت . وتقول : حقا لا أفعل ذلك ، في اليمين . الكسائي
قال أبو عبيدة : ويدخلون فيه اللام فيقولون : " [ لحق ] لا أفعل ذاك " ، [ ص: 19 ] يرفعونه بغير تنوين . ويقال حققت الأمر وأحققته ، أي كنت على يقين منه .
قال : حققت حذر الرجل وأحققته : [ فعلت ] ما كان يحذر . ويقال أحقت الناقة من الربيع ، أي سمنت . الكسائي
وقال رجل لتميمي : ما حقة حقت على ثلاث حقاق ؟ قال : هي بكرة معها بكرتان ، في ربيع واحد ، سمنت قبل أن تسمنا ثم ضبعت ولم تضبعا ، ثم لقحت ولم تلقحا .
قال أبو عمرو : استحق لقحها ، إذا وجب . وأحقت : دخلت في ثلاث سنين . وقد بلغت حقتها ، إذا صارت حقة . قال الأعشى :
بحقتها ربطت في اللجي ن حتى السديس لها قد أسن