فالأول الحب ، معروف من الحنطة والشعير . فأما الحب بالكسر فبروز الرياحين ، الواحد حبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم : . يخرجون من النار فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل
قال بعض أهل العلم : كل شيء له حب فاسم الحب منه الحبة . فأما الحنطة والشعير فحب لا غير .
ومن هذا الباب حبة القلب : سويداؤه ، ويقال ثمرته .
ومنه الحبب وهو تنضد الأسنان . قال طرفة :
وإذا تضحك تبدي حببا كرضاب المسك بالماء الخصر
وأما اللزوم فالحب والمحبة ، اشتقاقه من أحبه إذا لزمه . والمحب : البعير الذي يحسر فيلزم مكانه . قال :جبت نساء العالمين بالسبب فهن بعد كلهن كالمحب
ضرب بعير السوء إذ أحبا
أي وقف . وأنشد ثعلب لأعرابية تقول لأبيها :يا أبتا ويها أبه حسنت إلا الرقبه
فزيننها يا أبه حتى يجيء الخطبه
بإبل محبحبه
معناه أنها من سمنها تقف . وقد روي بالخاء " مخبخبه " ، وله معنى آخر ، وقد ذكر في بابه . وأنشد أيضا :محب كإحباب السقيم وإنما به أسف أن لا يرى من يساوره
دلجي إذا ما الليل ج ن على المقرنة [ الحباحب
[ ص: 28 ] الصغار ، وهو جمع حبحاب . وأظن أن حباب الماء من هذا . ويجوز أن يكون من الباب الأول كأنها حبات . وقد قالوا : حباب الماء : معظمه في قوله :
يشق حباب الماء حيزومها بها كما قسم الترب المفايل باليد
تقد السلوقي المضاعف نسجه ويوقدن بالصفاح نار الحباحب
تلاعب مثنى حضرمي كأنه تمعج شيطان بذي خروع قفر