والحصر : العي ، كأن الكلام حبس عنه ومنع منه . والحصر : ضيق الصدر . ومن الباب الحصر ، وهو اعتقال البطن ; يقال منه حصر وأحصر . والناقة الحصور ، وهي الضيقة الإحليل ; والقياس واحد . فأما الإحصار فأن يحصر الحاج عن البيت بمرض أو نحوه . وناس يقولون : حصره المرض وأحصره العدو .
وروى أبو عبيد عن أبي عمرو : حصرني الشيء وأحصرني ، إذا حبسني ، وذكر قول ابن ميادة :
وما هجر ليلى أن تكون تباعدت عليك ولا أن أحصرتك شغول والكلام في حصره وأحصره ، مشتبه عندي غاية الاشتباه ; لأن ناسا يجمعون بينهما وآخرون يفرقون ، وليس فرق من فرق بين ذلك ولا جمع من جمع ناقضا القياس الذي ذكرناه ، بل الأمر كله دال على الحبس .
ومن الباب الحصور الذي لا يأتي النساء ; فقال قوم : هو فعول بمعنى مفعول ، كأنه حصر أي حبس . وقال آخرون : هو الذي يأبى النساء كأنه أحجم هو [ ص: 73 ] عنهن ، كما يقال رجل حصور ، إذا حبس رفده ولم يخرج ما يخرجه الندامى . قال الأخطل :
وشارب مربح بالكأس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار
ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا حصرا بسرك يا أميم ضنينا
لدى باب الحصير قيام هو الملك . والحصار : وسادة تحشى وتجعل لقادمة الرحل ; يقال احتصرت البعير احتصارا .