فأما الأول فالحور : شدة بياض العين في شدة سوادها . قال أبو عمرو : [ ص: 116 ] الحور أن تسود العين كلها مثل الظباء والبقر . وليس في بني آدم حور . قال وإنما قيل للنساء حور العيون ، لأنهن شبهن بالظباء والبقر قال ما أدري ما الحور في العين . ويقال حورت الثياب ، أي بيضتها ، ويقال لأصحاب الأصمعي : عيسى عليه السلام الحواريون ; لأنهم كانوا يحورون الثياب ، أي يبيضونها . هذا هو الأصل ، ثم قيل لكل ناصر حواري . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي " . والحواريات : النساء البيض . قال :
فقل للحواريات يبكين غيرنا ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح
والحوارى من الطعام : ما حور ، أي بيض . واحور الشيء : ابيض ، احورارا . قال :يا ورد إني سأموت مره فمن حليف الجفنة المحوره
ويمكن أن يحمل على هذا الأصل الحور ، وهو ما دبغ من الجلود بغير القرظ ويكون لينا ، ولعل ثم أيضا لونا . قال العجاج :
بحجنات يتثقبن البهر كأنما يمزقن باللحم الحور
وأما الرجوع ، فيقال حار ، إذا رجع . قال الله تعالى : إنه ظن أن لن يحور بلى والعرب تقول : " الباطل في حور " أي رجع ونقص ، وكل نقص ورجوع حور . قال :
والذم يبقى وزاد القوم في حور
والحور : مصدر حار حورا رجع . ويقال : " [ نعوذ بالله ] من الحور بعد الكور " . وهو النقصان بعد الزيادة .ويقال : " حار بعد ما كار " . وتقول : كلمته فما رجع إلي حوارا وحوارا ومحورة وحويرا .
والأصل الثالث المحور : الخشبة التي تدور فيها المحالة . ويقال حورت الخبزة تحويرا ، إذا هيأتها وأدرتها لتضعها في الملة .
ومما شذ عن الباب حوار الناقة ، وهو ولدها .