[ ص: 530 ] دعوى المكتري في الدار مرمة الدار قلت : أرأيت إن قال : القول قول رب الدار في كل شيء هو في بنيان الدار أو فرش أو ما هو من البنيان . أجرت داري فلما انقضت الإجارة ادعى المتكاري أن فرش الدار له أو خشبة في السقف أو جدارا ستره ادعى أنه بناه وأنكر رب الدار ذلك ؟
قلت : فكل قال : أرى القول قول المتكاري . شيء كان في الدار ليس في البنيان من حجر ملقى أو خشبة أو سارية أو باب ملقى فاختلف في ذلك رب الدار والمتكاري ؟
قلت : أتحفظه عن ؟ مالك
قال : هو رأيي .
قلت : أرأيت إن قال : القول قول المتكاري إذا كان في الدار أثر يصدق قوله إلا أن يأتي بأمر يستدل به على كذبه وللنفقات وجوه لا تجهل فإذا علم أنه كاذب فيما يقول غرم لرب الدار الكراء . اكتريت دارا سنة فقال رب الدار : أنفق في مرمة الدار من كراء الدار ، فلما انقضى الأجل قال المتكاري : قد أنفقت من كراء الدار في مرمة الدار كذا وكذا ، وقال رب الدار : لم تفعل ، القول قول من ؟
قلت : ولم جعلت القول في النفقة قول المتكاري ؟
قال : لأنه ائتمنه على ذلك .
قلت : أرأيت إن قال رب الدار : قد أمرتك أن تنفق وتبني من كراء الدار فلم تنفق ولم تبن ، وقال المتكاري : قد بنيت هذا البيت ؟
قال : ينظر في ذلك البيت فإن كان يعلم أنه جديد وأنه مما يشبه أن يكون من بنيان المتكاري كان القول قول المتكاري ، وإن استدل على كذبه كان القول قول رب الدار ، وقد قال غيره : على الساكن البينة ; لأن الكراء دين عليه فلا يخرجه من الدين إلا البينة ، وعلى رب الدار اليمين .