الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن باع بغير البراءة فأصاب العبد في الأيام الثلاثة حمى أيرد في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن أصابه عور أو عمش أو عمى ؟

                                                                                                                                                                                      قال : في قول مالك كل شيء يكون عند أهل المعرفة في الرقيق عيبا إذا أصابه ذلك في الأيام الثلاثة فهو من البائع .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن أصابه وجع صداع رأس أو نحو ذلك قال : ما سمعت من مالك في صداع الرأس شيئا ولكن مالكا قال : في كل شيء يكون عند أهل المعرفة بالداء أن الذي أصاب هذا العبد هو داء أو مرض في الأيام الثلاثة فهو من البائع .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن مات فهو من البائع في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      [ ص: 365 ] قلت : ، وإن غرق في الأيام الثلاثة أو إن سقط من فوق بيت فمات أو احترق أيكون من البائع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : وإن خنق نفسه أيكون من البائع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن قتله رجل أيكون من البائع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم في قول مالك ؟ وذلك أن مالكا قال : في عبد خرج في أيام العهدة الثلاثة فقطعت يده أو فقئت عينه قال : قال مالك : دية الجرح للبائع ; لأن الضمان منه ، وإن أحب المبتاع أن يأخذه بالثمن كله ولا يوضع عنه للجناية التي جنيت على العبد شيء أخذه ، وإن أحب أن يرده رده والقتل مثل هذا

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية