الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن اشتريت عبدا بيعا فاسدا فغاب البائع كيف أصنع بالعبد ، والعبد لم يتغير بنماء ولا نقصان ولا تغير أسواق ؟ قال : سألت مالكا عن الرجل يشتري العبد وبه العيب فيغيب البائع عنه فيطلبه ولا يجده فيرفع ذلك إلى السلطان قال : أرى أن يسأله السلطان البينة على شرائه ، فإن أتى ببينة أنه اشتراه ببيع الإسلام وعهدة الإسلام نظر [ ص: 338 ] السلطان بعد في ذلك فتلوم له وطلب البائع ، فإن كان قريبا لم يعجل ببيعه ، وإن كان بعيدا باعه السلطان إذا خاف على العبد النقصان أو الضيعة أو الموت ثم يقبض السلطان ثمنه ، فإن كان فيه وفاء دفعه إلى مشتري العبد ، وإن كان فيه نقصان دفعه أيضا إلى مشتري العبد واتبع المشتري البائع بما بقي له من الثمن الذي اشتراه به ، وإن كان في ثمنه فضل حبسه السلطان على بائع العبد حتى يدفعه إليه ، قال : فأرى البيع الفاسد مثل هذا إذا ثبتت له البينة أنه كان بيعا حراما ولم يتغير بنماء ولا نقصان ولا اختلاف أسواق ، رأيت أن يفعل به ما وصفت لك في العيب ، وإن كان قد فات بشيء مما وصفت لك جعله القاضي على المشتري بقيمته يوم قبضه ويترادان فيما بينهما إن كان لأحدهما فضل على صاحبه إذا لقي بائعه يوما ما

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية