الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في نقض المتكاري ما عمر إذا انقضى أجل سكناه قلت : أرأيت إذا انقضى أجل الكراء وقد أحدث المتكاري في الدار بنيانا أو غير ذلك مما كان ينتفع به كأن أحدث ذلك بأمر رب الدار أو بغير أمره ، فلما انقضت الإجارة قال المتكاري : أعطني قيمة بنياني هذا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : ينظر فيما أحدث المتكاري فإن كان له قيمة إن قلعه قيل لرب الدار : أعطه قيمته منقوضا ، وما كان في ذلك البنيان من جص أو طين إذا هو قلعه لم يكن للمتكاري فيه منفعة فلا يقوم ذلك إلا أن يكون له فيه منفعة فيقوم ، فإن رضي رب الدار أن يأخذه بقيمته منقوضا كان ذلك له ولم يكن للمتكاري أن ينقضه إذا أعطاه رب الدار قيمته منقوضا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا ضرر ولا [ ص: 531 ] ضرار } فإن أبى رب الدار أن يعطيه قيمته منقوضا كان للمتكاري أن يقلع بنيانه .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهو سواء عند مالك إذا كان أذن له رب الدار أن يحدث ذلك ، وإن كان لم يأذن له ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ذلك سواء ; لأن رب الدار يقول لم آذن لك حين أذنت لك وأنا أريد أن أغرم لك شيئا إنما أذنت لك لترتفق فيكون القول كما فسرت لك ورددته على مالك غير عام فقال مثل ما قلت لك .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أني أكريت داري من رجل فبنى في الدار وعمر من غير أن آمره ؟ قال : قال مالك : ليس على رب الدار شيء ويقال له : اقلع بنيانك إن كان لك فيه منفعة إلا أن يشاء رب الدار أن يعطيك قيمة ما لك فيه منفعة من بنيانك هذا مقلوعا ، والخيار في ذلك إلى رب الدار .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية