[ ص: 162 ] ومن ذلك: : قصة صنعا
قال علماء السير: كان رجل بناحية اليمن ببستان ، وكان مؤمنا ، وذلك بعد عيسى ابن مريم عليه السلام ، وكان يأخذ منه قدر قوته ويتصدق بالباقي ، فمات عن ثلاثة بنين ، فقالوا: والله إن المال لقليل ، وإن العيال لكثير ، وإنما كان أبونا فعل هذا ، إذ كان المال كثيرا والعيال قليلا ، فأما الآن فما نستطيع أن نفعل هذا ، فعزموا على حرمان المساكين وتحالفوا بينهم ليغدون قبل خروج الناس فليصرمن نخلهم ، ولم يقولوا: إن شاء الله . فبعث الله تعالى بالليل نارا ، فأحرقت ، فصارت سوداء ، فانطلقوا إلى جنتهم يتشاورون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ، فلما رأوها محترقة قال: قد ضللنا طريق جنتنا فليست هذه ، ثم علموا أن ذلك عقوبة ، فقالوا: بل نحن محرومون ، قد حرمنا تمر جنتنا ، فأخذوا يتلاومون على منع حقوق الفقراء .