الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
خبر ملك متزهد :

أخبرنا هبة الله محمد بن الحصين قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا المسعودي ، عن سماك بن حرب ، عن [ ص: 184 ] عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبيه عن عبد الله بن مسعود ، قال: بينما رجل ممن كان قبلكم في مملكته فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه ، وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة الله ، فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره ، فأتى ساحل [ البحر ] فكان يضرب اللبن بالآجر ، فيأكل ويتصدق بالفضل [ من قوته ] ، فلم يزل كذلك حتى رفع أمره إلى ملكهم .

فأرسل ملكهم إليه أن يأتيه فأبى ، فعاد إليه الرسول فأبى وقال: ما له وما لي ، فركب الملك ، فلما رآه الرجل ولى هاربا ، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه ، فناداه: يا عبد الله ، إنه ليس عليك مني بأس ، فأقام حتى أدركه ، فقال له: من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا فلان ابن فلان صاحب ملك كذا وكذا ، ففكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع عني ، وأنه قد شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت هاهنا أعبد ربي عز وجل ، قال: ما [ أنت ] بأحوج إلى ما صنعت مني . ثم نزل عن دابته فأطلقها ثم تبعه ، فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل ، فدعوا الله أن يميتهما ، فماتا .

قال عبد الله : فلو كنت برميلة مصر لأريتكم قبريهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
.

التالي السابق


الخدمات العلمية