الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث يرخ :

أخبرنا ابن المبارك بن علي الصيرفي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن طاهر البيع قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثنا ابن رزقويه قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: أخبرنا ابن البراء قال: حدثني الفضل بن حازم قال: حدثني يوسف بن غزولا اللخمي قال: حدثني مخلد بن ربيعة الربعي ، عن كعب قال: قحطت بنو إسرائيل على عهد موسى ، فسألوه أن يستسقي لهم فقال اخرجوا معي إلى الجبل ، فخرجوا ، فلما أصعد الجبل قال موسى : لا يتبعني رجل أصاب ذنبا ، قال: فانصرف أكثر من نصف القوم ، ثم قال: الثانية لا يتبعني من أصاب ذنبا ، فانصرفوا جميعا إلا رجل أعور ، يقال له يرخ العابد .

فقال له موسى : ألم تسمع ما قلت ؟ قال: بلى قال: فلم تصب ذنبا قال: ما أعلمه إلا شيئا أذكره ، فإن كان ذنبا رجعت ، قال: ما هو ؟ قال: مررت في طريق فرأيت باب حجرة مفتوح ، فلمحت بعيني هذه الذاهبة شخصا لا أعلم ما هو ، فقلت لعيني أنت من بين يدي سارعت إلى الخطيئة لا تصحبيني بعدها ، فأدخلت إصبعي فيها فقلعتها ، فإن كان هذا ذنبا رجعت ، فقال موسى عليه السلام : ليس هذا ذنبا . ثم قال له: استسق يا يرخ ، قال: قدوس قدوس ، ما عندك لا ينفد وخزائنك لا تفنى ، وأنت بالبخل لا ترضى ، فما هذا الذي لا يعرف به اسقنا الغيث الساعة الساعة ، قال: فانصرفا يخوضان الوحل .

. [ ص: 176 ] قال مؤلف الكتاب: وقد روينا نحو هذه الحكاية فيما تقدم وأنها جرت لعيسى ابن مريم عليه السلام

التالي السابق


الخدمات العلمية