الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث في سنة ست من النبوة

[فمن ذلك:] إسلام حمزة وعمر :

وقيل إن ذلك في سنة خمس .

وأما سبب إسلام حمزة : فروى ابن إسحاق : أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس عند الصفا ، فآذاه وشتمه ونال [ ص: 385 ] منه بعض ما يكره ، فلم يكلمه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ، وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك ، ثم انصرف فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة [فجلس معهم] ، فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له ، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة ، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة ، فلما مر بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسا فسبه وآذاه وبلغ منه ، فلم يكلمه محمد ، فاحتمل حمزة الغضب ، فخرج سريعا ، فدخل المسجد ، فرأى أبا جهل جالسا في القوم فضربه بالقوس ضربة شجه بها شجة منكرة وقال له: أتشتمه وأنا على دينه ، أقول ما يقول؟ فرد ذلك علي إن استطعت . وتم حمزة على إسلامه ، فعرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز ، وأن عمه حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .

وأما سبب إسلام عمر : ففيه ثلاثة أقوال ، سنذكرها في باب خلافة عمر رضي الله عنه

التالي السابق


الخدمات العلمية