الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وكانت كنية عبد المطلب: أبا الحارث ، كني بذلك لأن الأكبر من ولده الذكور كان اسمه الحارث .

قال هشام بن محمد بن السائب : ولد لعبد المطلب عشرة بنين منهم: عبد الله أبو نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأبو طالب ، والزبير: أمهم فاطمة بنت عمرو مخزومية ، والعباس ، وضرار: أمهما نتيلة النمرية ، وحمزة ، والمقوم: أمهما: هالة بنت وهب ، وأبو لهب أمه: لبنى خزاعية ، والحارث: أمه صفية من بني عامر بن صعصعة ، والغيداق: أمه من خزاعة .

وأما هاشم فاسمه عمرو . وإنما قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد [لقومه] وأطعمه .

فقال ابن الزبعرى فيه:


عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف

ذلك أن قومه من قريش أصابهم قحط ، فرحل إلى فلسطين ، فاشترى الدقيق ، فقدم به مكة ، فأمر به فخبز له ثم نحر جزورا ، ثم اتخذ لقومه من مرقه ثريدا بذلك الخبز .

وهو أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف .

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن الحرثة قالت: أخبرنا علي بن الحسن بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن خالد قال:

أخبرنا ابن المغيرة الجوهري قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا الزبير [ ص: 211 ] ابن بكار قال: حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عمران بن عبد العزيز قال :

كانت قريش في الجاهلية تعتقد وكان اعتقادها أن أهل البيت منهم كانوا إذا هلكت أموالهم خرجوا إلى براز من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ، ثم تناوموا فيها حتى يموتوا من قبل أن يعلم بحالتهم ، حتى نشأ هاشم بن عبد مناف ، فلما عظم قدره قال: يا معشر قريش ، إن العز مع كثرة العدد ، وقد أصبحتم أكثر العرب أموالا وأعزها نفرا ، وإن هذا الاعتقاد قد أتى على كثير منكم ، وقد رأيت رأيا . قالوا: رأيك رشد فمرنا نأتمر . قال: رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم وأعمد إلى رجل غني فأضم إليه فقيرا [أجمع] عياله بعدد عياله ، وأذره في الرحلتين ، فما كان من مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظله ، وكان ذلك قاطعا للأحقاد قالوا: نعم ما رأيت . فألف بين الناس ، فلما بعث الله تعالى رسوله عليه السلام ، كان فيما أنزل عليه ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ثم نزلت: لإيلاف قريش أي: لتراحمهم وتواصلهم ، وإن كانوا على شرك

التالي السابق


الخدمات العلمية