[ ص: 173 ] عابد من بني إسرائيل    : 
أخبرنا محمد بن ناصر  قال: أخبرنا أحمد بن أحمد الحداد  قال: أخبرنا  أبو نعيم الأصفهاني  قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  قال: حدثنا علي بن إسحاق  قال: أخبرنا حسين بن الحسن المروزي ،  قال: حدثنا  عبد الله بن المبارك  قال: أخبرنا بكار بن عبد الله  أنه سمع  وهب بن منبه  يقول: كان رجل من أفضل أهل زمانه ، وكان يزار فيعظهم ، فاجتمعوا إليه ذات يوم ، فقال: إنا قد خرجنا من الدنيا وفارقنا الأهل والأموال مخافة الطغيان ، وقد خفت ذلك أن يكون قد دخل علينا في حالنا هذه من الطغيان أكثر مما يدخل على أهل الأموال في أموالهم إن أحدنا يحب أن يقضى له حاجته ، فإن اشترى [ أحدنا ] بيعا أن يقارب لمكان دينه ، وإن لقي حق ووقف بمكان دينه . 
فشاع ذلك الكلام حتى بلغ الملك ، فعجب به الملك فركب إليه ليسلم عليه [ وينظر إليه ] ، فلما رآه الرجل قيل له هذا الملك: قد أتاك ليسلم عليك ، فقال: وما نصنع ؟ فقيل: الكلام الذي وعظت به ، فسأل رده هل عندك طعام ، فقال شيء من تمر الشجر ، فما كنت أفطر به وامرأتي معي على مسح فوضع بين يديه فأخذ يأكل منه ، وكان يصوم النهار ولا يفطر ، فوقف عليه الملك فسلم عليه فأجابه خفية ، وأقبل على طعامه ، يأكله ، فقال الملك: فأين الرجل قيل له هو هذا الذي يأكل قال: نعم ، قال: فما عند هذا من خير فأدبر ، فقال الرجل: الحمد لله الذي صرفك عني بما صرفك .  . 
وفي رواية: أنه قدم له بقل وزيت وحمص فجعل يجمع من البقول والطعام ويطعم اللقمة ويغمسها في الزيت فيأكل أكلا عنيفا ، فرآه الملك فذهب عنه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					