في هذه السنة:
. فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيها: مات زيد بن عمرو بن نفيل ، وكان يطلب الدين وقدم ولدت الشام فسأل اليهود والنصارى عن الدين والعلم ، فلم يعجبه دينهم فقال له رجل من النصارى: أنت تلتمس دين إبراهيم . فقال زيد : وما دين إبراهيم؟
قال: كان حنيفا لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له ، كان يعادي من عبد من دون الله شيئا ، ولا يأكل ما ذبح على الأصنام . فقال زيد: هذا الذي أعرف ، وأنا على هذا الدين ، فأما عبادة حجر أو خشبة أنحتها بيدي فهذا ليس بشيء . فرجع زيد إلى مكة ، وهو على دين إبراهيم ، وكان يقول: هذه الشاة خلقها الله ، وأنزل من السماء ماء فأنبت لها الأرض ثم تذبحونها على غير اسمه - ينكر عليهم ذلك - . أخبرنا ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم إليه [رسول الله صلى الله عليه وسلم] . سفرة فيها لحم فقال: إني لا آكل مما تذبحون على أصنامكم ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه محمد بن أبي طاهر قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا قال: ابن حيويه
أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن عيسى الحكمي ، عن أبيه ، عن عامر بن ربيعة قال: [ ص: 329 ]
كان زيد بن عمرو بن نفيل يطلب الدين ، وكره النصرانية واليهودية ، وعبادة الأوثان . والحجارة ، وأظهر خلاف قومه واعتزل آلهتهم ، وما كان يعبد آباؤهم ولا يأكل ذبائحهم . فقال لي: يا عامر ، إني خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم ، وما كان يعبد ولده إسماعيل من بعده . فقال: وكانوا يصلون إلى هذه القبلة ، وأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل يبعث ، ولا أراني أدركه ، فأنا أؤمن به ، وأصدقه ، وأشهد أنه نبي ، فإن طالت بك مدة فرأيته ، فأقرئه مني السلام .
قال عامر: فلما تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وأخبرته بقول زيد وأقرأته منه السلام ، فرد عليه رسول الله السلام ، وترحم عليه ، وقال: . قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا
أنبأنا علي بن عبيد الله الفقيه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي قال: أخبرنا أبو بكر بن محمد بن محمد بن بكر التمار وقال: أخبرنا قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث عن وهب بن بقية ، خالد ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن قال: أسامة بن زيد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردفي خلفه ، فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فقال له رسول الله: "ما لي أرى قومك قد سبقوك؟" قال: لأني أراهم على ضلال ، فخرجت أبتغي الدين ، فأتيت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت [حتى أحبار الشام ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت: ما هذا الذي أبتغي من الدين فخرجت] حتى قدمت على أحبار وائلة فوجدتهم كذلك ، فقال لي حبر من أحبار أهل الشام: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا [ ص: 330 ] يعبد الله به إلا شيخا بالحيرة [فقدمت عليه ، فقال: إنك لتسأل عن دين هو دين الله عز وجل ودين ملائكته ، وإنه خرج في زمانك نبي - أو خارج - ] قد خرج نجمه ، ارجع فصدقه وآمن به . فرجعت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: "يأتي يوم القيامة أمة وحده" .
قال أبو داود: وحدثنا قال: حدثنا يحيى بن معين الحجاج بن محمد قال: أخبرنا المسعودي ، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد ، عن جده قال:
خرج زيد بن عمرو وورقة بن نوفل يطلبان الدين ، حتى أتيا الشام فتنصر ورقة ، ومضى زيد حتى انتهى إلى الموصل ، فمر على راهب فقال له الراهب: من أين أقبل صاحب البعير؟ قال: من بني إبراهيم . قال: وما الذي تطلب؟ قال: الدين . قال ، الذي تطلب يوشك أن يظهر بأرضك ، فعاد فسجد نحو الكعبة .
قال أبو داود : وأخبرنا قال: حدثنا موسى بن إسماعيل حماد قال: أخبرنا عن هشام بن عروة ، عروة :
أن زيد بن عمرو وورقة بن نوفل ذهبا نحو الشام في الجاهلية يلتمسان الدين ، فأتيا على راهب فسألاه عن الدين فقال: إن الدين الذي تطلبان لم يجئ بعد وهذا زمانه ، فإن الدين يخرج من قبل تيماء ، فرجعا ، فقال ورقة: أما أنا قائم على نصرانيتي حتى يبعث هذا الدين وقال زيد: أما أنا فأعبد رب هذا البيت حتى يبعث هذا الدين .
ومات زيد فرثاه ورقة فقال :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورا من النار حاميا دعاءك ربا ليس رب كمثله
وتركك أوثان الطواغي كما هيا
لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش ، ما منكم اليوم [أحد] على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مهلا لا تقتلها ، أنا أكفيك مئونتها . فيأخذها ، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مئونتها .
ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل حيث يقول :
وأنت الذي من فضل من ورحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له: فاذهب وهارون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له: أأنت أمسكت هذه بلا عمد أكرم بمن كان بانيا
وقولا له: أأنت سويت هذه بلا وتد حتى استقرت كما هيا
وقولا له: من ينبت الحب في الثرى فتصبح منه البقل تهتز رابيا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الريح تصرف حالا فحالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة أناخت فصبت عليها سجالا