الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            معالم تجديد المنهج الفقهي (أنموذج الشوكاني)

            حليمة بوكروشة

            المبحث الثاني: التجديد في الموضوع الفقهي

            لقد كان لاستحكام التقليد وظهور دعوى غلق باب الاجتهاد الأثر البالغ في حركة نمو الفقه الإسلامي عموما، لكن درجة التأثير اختلفت باختلاف الموضوعات الفقهية. فقد استمر فقـه الفرد -عبادات، معاملات- على ما أصابه من جمود ضمن الممارسة اليومية للمسلمين، واستمر الوعي به، وتدريسه للمتعلمين، في حين أن فقه الدولة (اقتصاد، وسياسة، وإدارة... إلخ) ضعف وعي المسلمين به، وكان له شبه اختفاء في المناهج الدراسية [1] ، وأصبحت تصورات كثير من العلماء في عصر الإمام الشوكاني يحكمها إما: تبرير الواقع والخضوع له، أو رفضه واعتزاله.

            أما الإمام الشوكاني فإن ممارسته للعمل السياسي، وتوليه لمنصب القضاء العام منحاه فرصة المشاركة في تخطيط وتنفيذ برامج الدولة السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية، الأمر الذي جعل فكره الفقهي يتفتح على قضايا المجتمع العامة، ومن ثم ينعكس على إنتاجه الفقهي الذي لم يتوقف عند حد حفظ وشرح التراث السياسي والاقتصادي الموروث، بل تعداه إلى صياغة برامج ميدانية إصلاحية تسير [ ص: 207 ] على أساسها شئون الدولة العامة، وهذا البعد الجديد الذي أعطاه الشوكاني لفقهه جعله ينتقل من فقه الكتب إلى فقه البرامج والمؤسسات.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية