الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            المقدمة الثالثة: تحديد دلالة مصطلحات عنوان البحث

            قد يتبادر إلى الذهن في عنوان البحث: معالم تجديد المنهج الفقهي، أن المقصود بالمنهج الفقهي علم أصول الفقه، باعتباره المنهج المتبع في استنباط الأحكام، والاستدلال عليها، لكن هـذا ليس إلا فرعا من فروع البحث؛ لأن مصطلح: المنهج الفقهي، يشمل المنهج في جميع مكونات العملية الفقهية؛ الاجتهاد، التنظير والتنزيل، البحث والصياغة، التصنيف والتدريس. [ ص: 55 ]

            ولقد تضمن هـذا البحث نموذجا للتجديد الفقهي هـدفه إبراز أحد الجهود التجديدية الجادة، وتقييمها ضمن إطارها التاريخي، وتحديد منهجية الاستفادة منها وتطويرها، ذلك أن العلم بناء تراكمي، ينمو ويتكامل بإضافة اللاحقين إلى ما بناه السابقون، لا بهدمه أو تركه جملة.

            وهذه الإضافة قد تتخذ صورة التجديد والتكميل، أو التصحيح والتعديل.

            ثم إن دراسة هـذا النموذج يساعدنا إلى حد كبير على تبين منهج التعامل مع التراث الفقهي عامة، والتراث الفقهي التجديدي على وجه الخصوص.

            أما اختيار الإمام الشوكاني نموذجا للتجديد الفقهي؛ فلأن الرجل قاد ثورة فقهية شعارها الدعوة إلى الاجتهاد ونبذ التقليد، في فترة تاريخية حرجة: (1173هـ - 1255هـ) ، استحكمت فيها عوامل الضعف والتخلف والاضطراب في جميع مجالات الحياة الإسلامية: السياسية، الفكرية، الدينية، وفي دور من أدوار تاريخ التشريع الإسلامي استحكمت فيه قبضة التقليد، واستجمع فيه الفقه الإسلامي جل عناصر الجمود والخمول، التي أثرت تأثيرا سلبيا في أهم حلقات المنظومة الفقهية؛ الموضوع والمنهج. [ ص: 56 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية