الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            نماذج من العنف الاجتماعي:

            تتعدد نماذج عنف الزوجة ضد زوجها في الحياة الأسرية في المجال الاجتماعي، وقد تؤدي بعض هذه النماذج إلى الطلاق وانهيار الأسرة، ومن هذه النماذج:

            1- الزواج المبكر وعامل الغيرة من مكتسبات فتيات العصر: يكثر هذا النموذج نسبيا عند الفتيات اللواتي تزوجن في سن مبكرة، حيث تصحو الزوجة، بعد مرور عدة سنوات على زواجها، على واقعها، فتأخذ بمقـارنة نفسها مع زميلاتـها اللواتي تابعن تحصيلهن التعليمي الجامعي وانخرطن في سوق العمل، فتشعر بتخلفها العلمي عن زميلاتـها وبأنـها قد ظلمت في زواجها المبكر، فتطلب من زوجها السماح لها بإكمال تعليمها، فإذا رفض تقوم بتنغيص حياته عليه حتى يوافق، وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الطلاق [1] .

            2- التهديد بالانفصال لوضع اجتماعي معين: من أمثلة ذلك أن يتزوج رجل، أرمل أو مطلق، مشترطا على زوجته الجـديدة، قبل الـزواج، [ ص: 106 ] أن تقوم برعاية أطفاله، ولكن بعد أن تنجب هذه الزوجة أطفالا تتبدل معاملتها لزوجها وأطفاله، فإذا طالبته بأمر ما وخالف رغبتها فإنها تقوم بتهديده بالانفصال عنه، كما تقوم بتعنيف أطفاله أمامه.

            3- جلب العار والفضيحة: تتسبب بعـض النساء بآلام نفسية حـادة لأزواجـهن أو آبائهن أو أسرهن، نتيجة جلبهن العار والفضيحة لهم، بسبب:

            أ- هروب الزوجة، ولو كانت أم أولاد، مع رجل آخر.

            ب- هروب الفتاة مع شاب لم يرض الأهل أن يزوجوه ابنتهم.

            ج- زواج الفتاة زواجا مدنيا بسبب اختلاف الدين.

            د- حمل الفتاة بسبب زواج سري [2] أو مؤقت، أو ما شابه.

            4- قطع العلاقات الرحمية: تتعدد الأسباب، التي تؤدي إلى قطع العلاقات الرحمية، ومن هذه الأسباب:

            أ- تمتين الزوجة علاقتها وأولادها بعائلتها على حساب العلاقة بعائلة زوجها، عبر إثارة المشاكل مع أقارب الزوج وصولا إلى قطعها لعلاقة زوجها [ ص: 107 ] بإخوته وأقاربه، مما يؤدي إلى تفكك عائلي يؤثر آنيا ومستقبلا على علاقة أولادها بأقاربهم من جهة والدهم.

            ب- حدوث خلافات عائلية بسبب قضايا الإرث.

            5- عنف في مسألة الإنجاب:

            تتعدد أساليب العنف، الذي تمارسه الزوجة على الزوج في مسألة الإنجاب، ومن هذه الأساليب:

            أ- إهمال رأي الزوج في مسألة الإنجاب، كأن تتفق معه على إنجاب عدد معين من الأطفال، وبعد إنجابهم لا تقوم باستخدام أساليب منع الحمل مع إخباره بأنها تستخدمها، وعندما تحمل لا يستطيع الزوج فعل شيء؛ لأن الإجهاض يعتبر قتلا في الشرع الإسلامي.

            ب- الاحتيال على الزوج إن كانت لا ترغب بالحمل، أو بزيادة عدد أطفالها، بأن تقول له: إنها لا تستخدم شيئا من أساليب منع الحمـل مع أنـها تستخدمها.

            ج- التخلص من الجنين من دون معرفة الزوج، مع الادعاء بأن حملها قد سقط قضاء وقدرا. [ ص: 108 ]

            عنف المرأة ضد الرجل في ميدان العمل وأماكن أخرى:

            يتمثل عنف المرأة ضد الرجل في ميدان العمل في:

            1- كونها زميلة في العمل، فتـتحين الفرص للإيقاع بزميلها الرجل لتتفوق عليه وتأخذ المنصب الأعلى مثلا، أو تكيد له بالوشاية ليتم نقله أو طرده من العمل وتتخلص من مضايقاته، التي قد تكون هي سببها في أحيان كثيرة.

            2- كونـها في مرتبة وظيفيـة أعلى من الرجل، أو في يدها سلطة، فـقد تستعمل سلطانـها في مهـاجمة (الغير) متذرعة بتنفيذ القوانين المرعية الإجراء.

            3- الانتقام من الرجل حينما يستغل المرأة بأبشع صورة، ومن ذلك استغلالها جنسيا في ظل علاقات العمل الرأسمالية [3] ، ومن أمثلة هذا الاستغلال الاحتيال على النساء بعروض عمل في الخارج، وعندما يصبحن في الخارج تحتجز جوازات سفرهن ويجبرن على الدعارة.

            4- استدراج الرجل إلى ارتكاب ذنب ما، ثم استغلال هذا الذنب لتهديده بالفضيحة إذا لم يلب ما يطلب منه، فإذا رضخ للتهديد يتم [ ص: 109 ] استدراجه إلى ذنب أكبر من الذنب الأول، ثم إلى ذنب أكبر من الذنب الثاني، وهكذا حتى لا يعود قادرا على رفض أي طلب يطلب منه [4] .

            5- العنف، الذي تقوم به المرأة عندما تكون في موضع سلطة، ومن الأمثلة على ذلك:

            أ- عنف "شجرة الدر" ضد زوجها السلطان المملوكي "أيبك" بعد أن أبعدها عن السلطة

            [5] .

            ب- عنف ملكات بيزنطيات ضد أزواجهن وأولادهن، حيث كن يقمن بفقء أعينهم وسجنهم وصولا إلى قتـلهم حفـاظا على سلطتهن [6] [ ص: 110 ] .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية