الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            آثار السلوك العنفي:

            يترك العنف الأسري آثارا عميقة وبعيدة المدى على الأسرة وعلى المجتمع، فهو يؤدي إلى تفكك الأسرة، وفقدان الاحترام والثقة المتبادلة بين أفرادها، وقد يدفع بعضهم للكذب والتظاهر بل والانحراف أحيانا. ويمكن الإشارة إلى بعض الآثار الخطيرة، التي يخلفها العنف الأسري، وهي: [ ص: 124 ]

            1- الإصابات والعاهات الدائمة، الحمل غير المرغوب به والإجهاض وما شابه من المشكلات الإنجابية، الصداع الدائم والربو وغيرها.

            2- الاكتئاب، الخوف، القلق، التقدير المتدني للذات، البرود الجنسي، الإحباط والضغط النفسي.

            3- الانتحار، ارتكاب جريمة القتل، الأزمات القلبية والدماغية [1] .

            أثر العنف على الصغار:

            عندما يشيع جو التوتر والصراع الخفي والظاهر في البيت فإن الطفل يعيش في جو يهدد طمأنينته، وتتراكم في نفسه حالة القلق والضيق والإحباطات النفسية ومشاعر الغيظ تجاه الوالدين. وهذه الحالة تؤسس للاضطرابات الانفعالية، التي قد تصل حدا عصابيا في حال لم يتكلم عنها الطفل ولم تعالج بشكل مبكر. كما تسيطر على الطفل الكآبة والانطوائية [2] ، وفقدان الدافع للدرس، وانحسار الحيوية العامة، وصولا إلى الغرق في الهموم الذاتية واجترار الآلام، ويتجلى ذلك بوضوح في المدرسة على شكل انسحاب وغرق في أحلام اليقظة وضعف التركيز في الحصة الدراسية أو أثناء المذاكرة.

            وهذه المشاعر تجعل الأولاد يعيشون حالة من الضياع والصراع النفسي تدفعهـم إلى البحث عن نمـوذج خارج إطار الأسرة للاقتـداء به، [ ص: 125 ] والأكثر ضـررا هنا أن يقتدي الأولاد برفاق السـوء أو بقـدوة سيئـة مما يعرضهم لخـطر الانحراف والجنوح [3] ، أو الإدمـان عـلى الـكحـول أو المخدرات [4] .

            ويصاب الأطفال، الذين يعيشون أزمات عنفية في أسرهم باضطرابات في العاطفة، كالقلق، ورفض المدرسة، والاكتئاب، والانتحار، كما يصابون باضطرابات في النمو الاجتماعي والذي يعبر عنه بالمشكلات السلوكية، وإضافة إلى ذلك يصابون باضطرابات النمو الجنسي والمتمثل في اضطراب الهوية الجنسية للطفل أو انحراف السلوك الجنسي... إلخ [5] .

            كما قد يصاب هؤلاء الأطفال والمراهقون باضطرابات مشابهة لأمراض الكبار والتي منها: الهوس الاكتئابي، والقلق عقب الصدمات، الأمراض النفسية - البدنية، استعمال الأدوية والإدمان على الكحول والمخدرات [6] .

            ومن الآثار السلبية للعنف على الأطفال:

            1- توارث السلوك العنيف بين الأجيال، أو توارث الخصال السيئة، كتخريب وتكسير الألعاب مثلا. [ ص: 126 ]

            2- التأثير على نمو الأطفال، الذي يتمثل في ظهور مشكلات في النطق ولفظ الحروف والتأتأة.

            3- انحلال الأسر [7] وخراب البيوت وتشريد الأبناء، أو الهرب من البيوت والتسكع في الشوارع.

            4- تولد الجنوح والجرائم والفساد الأخلاقي [8] .

            5- ضعف الثقة بالنفس، والعزلة، وضعف التركيز والتأخر الدراسي.

            6- الاضطراب في النوم والتبول اللاإرادي.

            7 - القلق والاكتئاب والشعور بالذنب والخجل وغير ذلك من الآثار، التي تعيق النمو الطبيعي للطفل، وتربك سلوكه اليومي مما يجعله عرضة لمزيد من العنف [9] .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية