الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            2- عنف البنت مع أمها:

            مهما كانت إساءة البنت للأم فإن الأم تغفر، كيف لا وقد جاورت البنت قلب الأم قبل أن تراها عيناها، ناهيك عن الإرضاع والتربية وما إلى ذلك، وفي أصل الفطرة فإن شعور الأم يختلف عن شعور البنت من حيث المسامحة والتسامح، حتى إن القاعدة الشرعية تقول: "العقد على البنات يحرم الأمهات، والدخول بالأمهات يحرم البنات". [ ص: 41 ]

            ولعل من أهم أسباب تعنيف البنت لأمها:

            1 - التـفـريـق بين الأولاد في حـال الصغر، وظـلـم البنت، لأنـها أنـثـى، وتدليـل الابن لأنه ذكر، أو تدليل البنت الجميلة ونبذ الأخرى القبيحة.

            2 - تخلي الأم، الأرملة أو المطلقة، عن البنت في فترة الطفولة ووضعها في مؤسسة رعائية، لتتمكن من الزواج ثانية، أو لتخفف عن نفسها تحمل مسؤوليتها، في الوقت الذي ينعم فيه إخوتها بالدفء الأسري، مما يجعلها تنقم على أمها وترد لها هذا الأمر في الـكبر. فحينما تـكبر الأم وتحتـاج إلى رعاية البنت، ترد البنت على أمها قائلة: "الآن تريدينني وقد تخليت عني في فترة ضعفي وصغري وحاجتي إليك؟" [1] .

            3- زواج البنت من رجل غني، فتقطع علاقتها بأمها، وتعاملها بكلام قـاس أو كخـادمة، خجـلا من تقديـمها للمجتمع الراقي، بزعمها، الذي أصبحت تعيش فيه مع زوجها.

            4- كون الأم من طائفة أو مذهب أو رأي سياسي مخالف لما عليه البنت، فتقوم البنت بتعنيف أمها أحيانا بألفاظ نابية وأنواع متعددة من الإهانات، وتكثر هذه الحالات في أيام الحروب وظهور العصبيات العمياء مع وجود الجهل بحق الأم وما لها من احترام أمر به الإسلام. [ ص: 42 ]

            5- خطف الأم لخطيب أو زوج البنت والهرب معه، وحينما تكبر الأم ولا تجد من يؤويها تحاول العودة إلى ابنتها لاسترضائها، ولكن ابنتها تغلق الباب في وجهها.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية