الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الفصل الثالث

            عنف المرأة ضد الرجل

            في المجال الأسري

            تمهيد:

            بعد السيطرة الإعلامية الغربية على أفكار قسم كبير من البشر، ونشر وترويج ما يسمى بحقوق المرأة، وتعالي الصيحات بشأنها من هنا وهناك وهنالك، بداعي رفع الظلم والعنف عنها، في المجالات الأسرية والقانونية والعرفية، وبعد إدخال كثير من المفاهيم الغربية المتعلقة بهذا الأمر إلى بلاد المسلمين، وتعليم الفتيات إلى أقصى درجات التعليم المتاحة أمامهن، وخروج الكثير منهن إلى الحياة العملية، يبدو للرائي، بنظرة سطحية، أن كثيرا من النسوة يفهمن الحياة على حقيقتها، ويعملن جنبا إلى جنب مع أزواجهن، أو يساعدن عائلاتهن، بروح التفهم لصعوبات العيش، للعبور بهذه الحياة بطرق سليمة لتلافي صعابها. [ ص: 61 ]

            إلا أنه عنـدما ينـظـر الرائي إلى الأمر بنظرة عميقـة تـحليلية، يتبين له أن غـالبية النسـوة اللواتي اطلعن على هذه المفاهيم وقبلنها واقتنعن بها، إنـما قبلنها واقتنعن بها دون وعي وإدراك منهن لماهية المقصود منها، وفهمن فقط أن المقصـود هو أن تتمـرد المـرأة على واقعـها، في بيتها وفي مجال العمل، بطريقة أو بأخرى، وأن تستقوي على الرجال دون فهم لطبيعة الحياة.

            وكثير من هؤلاء النسوة قمن بتخريب بيوتهن وبيوت أسرهن نتيجة هذه المفاهيم، دون شعور بالمسؤولية والمآسي، التي خلفنها وراءهن بحجة تحقيق الذات، ودون معرفة لما يطلبه منهن الإسلام وثقافة وواقع مجتمعاتهن، حتى غير الملتزمة منها، ودون وعي وإدراك بأن هذه المفاهيم إنما أعدت للمجتمعات الغربية وليس للمجتمعات الإسلامية والآسيوية والأفريقية وغيرها من المجتمعات، التي لديها عقائد وثقافات ومفاهيم تخالف ما عند الغربيين منها.

            وكان هؤلاء النسوة بذلك ببغاوات لدعاة تلك الأفكار والمفاهيم دون إدراك لأهدافهم الخفية بفرض النظرة الغربية لمفاهيم الحياة، بصالحها وطالحها، على جميع شعوب العالم. [ ص: 62 ]

            نماذج من صور عنف المرأة ضد الرجل في المجال الأسري:

            إن نمـاذج عنـف المـرأة ضـد الرجل في المجال الأسري عديدة، ومن هذه النماذج:

            عنف الأم مع أولادها الذكور في مراحل الطفولة والمراهقة والرجولة؛ عنف البنت مع أبيها؛ عنف الأخت مع أخيها أو مع إخوتها الذكور؛ عنف المرأة مع إخوة زوجها؛ عنف الكنة مع حماها؛ عنف الخالة (زوجة الأب) مع أبنـاء الـزوج؛ عنـف البنت مع عمـها (زوج أمـها)؛ عنف المرأة مع الخادم أو الحارس أو السائق الخاص؛ وأخيرا عنف الزوجة مع زوجها؛ الذي سيتم الكلام عنه لاحقا بإذن الله في فصل خاص.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية