الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            11- العنف بين الضرائر:

            كثيـرا ما يقع العنف بين الضرائر خاصة حينما يجمعهما مسكن واحد، وقد يقع عنف أيضا بينهما حتى لو كان السكن متباعدا، وقلما يوجد ضرائر دون نزاع، وجـل العنف بين الضرائر يـكون سببـه الغـيـرة [ ص: 56 ] في استقطاب محبة الزوج الواحـد، فـكل واحدة تريد أن تكون هي المـتربعـة على عرش قلب الزوج، وقد أنشد أعرابي في هذا الأمر أبياتا من الشعر فقال:


            تزوجت اثنتين لفرط جهلي فقلت أصير بينهما خروفا     فصرت كنعجة تضحي وتمسي
            لهذه ليلة ولتلك أخرى     بما يشقى به زوج اثنتين
            أنعم بين أكرم نعجتين     تداول بين أخبث ذئبتين
            عتاب دائم في الليلتين



            والعنف بين الضرائر يأخذ شكل العنف اللفظي عموما وقلما يصل إلى العنف الجسدي، ومن أسبابه:

            1- تقول واحدة على الأخرى بما لم تقله.

            2- استمالة إحدى الزوجتين الزوج ضد ضرتها، وإبلاغه باستمرار عن تصرفاتها المعادية، مما يتسبب في ضرب الضرة من قبل الزوج، وقد يؤدي الأمر إلى طلاقها [1] ، أو العكس، أي طلاق الشاكية.

            3- إثارة الضغينة والبغض لها ممن حولها، والتشكيك في تصرفاتها الاجتماعية والاقتصادية وما شابه. [ ص: 57 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية