الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            4- عنف الخالة (زوجة الأب) مع بنت الزوج:

            يتصور الناس، بصورة عامة، أن الخالة، زوجة الأب، تكون دائما ظالمة، ولكن أثبتت التجربة أن هناك العادلات وهناك الظالمات [1] ، ويعود ذلك إلى طبيعة كل منهما، وإلى قوة الوازع الديني في النفس البشرية، فكلما كان الوازع الديني قويا كلما كان التصرف أقرب إلى العدل، والعكس بالعكس.

            وكثيرا ما تقوم زوجة الأب الظالمة بالكيد لأبناء زوجها من زوجته الأولى من دون مبالاة في حال كون أمهم متوفاة، ولكن ظلمها لهم يمكن أن يخف في حال كون أمهم على قيد الحياة، ضرة أو مطلقة؛ لأنها تخشى أن تهاجمها الأم دفاعا عن أبنائها.

            ومن مظـاهر العنف، الذي يعانيه أبناء الزوج مظاهر عنف جسدي أو لفظي أو معنوي أو الجميع معا مما لا يمكن نسيانه.

            وتؤدي بعض مظاهر العنف الجسدي إلى آثار في الجسد لا تمحى مع الزمن [2] ، كآثار الحروق، أو الإصابة بإعاقة دائمة أو التسبب بموت الأطفال من شدة التعذيب. [ ص: 44 ]

            ويلحـق العنـف ببنت الزوج من خـالتها، زوجة أبيها، لأسباب كثيرة، منها:

            1- تأثر الأب نفسيا بما تقوله له زوجته (زوجة الأب بالنسبة للأولاد)، فينقاد لها ويمنحها حرية التصرف في تربية أبنائه الصغار دون مراقبة لما تفعله معهم، مما يجعلهم عرضة لمواقف نفسية ضاغطة عليهم من قبلها. وقد يكون الأب حازما وعادلا ومتابعا لكل ما يتعرض له أطفاله من سوء معاملة، وبذلك يعطي زوجته مؤشرا لقوة شخصيته، التي لا ترضى بالهوان لأطفاله.

            2- أن الحاجة دعت زوجة الأب إلى الزواج بالأب رغم أن لديه أبناء، مع عدم خبرتها في تربية الأولاد، فانعكست تربيتها لهم عنفا عليهم.

            3- عدم وجود الرابط الأمومي معهم، أو لم يكن لديها تجربة في أمومة سابقة.

            4- أنه حين يسيء الزوج إلى زوجته، فإنها تقوم بالانتقام منه بتعنيف أولاده [3] ، الذين ليسوا من صلبها، بالسباب والشتائم، وقد يصل الأمر بها [ ص: 45 ] إلى ضربهم. ويؤدي هذا الأمر أحيانا إلى إلحاق الأولاد بمؤسسات رعائية حماية لهم مما يعانونه في المنزل.

            5- عدم وجود رادع ديني قوي عند زوجة الأب يذكرها بأنها ستقف أمام الله عز وجل يوم العرض ليسألها عمن استرعاها.

            6- عدم تجاوب الأبناء مع زوجة الأب برفضهم لها نفسيا؛ لأنها تأخذ مكان أمهم فيحنقون عليها.

            7- سوء الظن والوشاية والتهور بين زوجة الأب والأبناء دون تبين الحقائق، الأمر الذي قد يؤدي إلى القتل أحيانا [4] .

            8- اتخاذ الأبناء موقفا معاديا من كل تصرف لزوجة الأب، بحيث يعتبرون كل تصرف يصدر عنها، من باب التوجيه التربوي لهم، عملا عنيفا وتعذيبا لا مبرر له، ولو صدر الأمر نفسه عن أمهم عشرات المرات لاعتبروه أمرا طبيعيا. [ ص: 46 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية