الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            2 - عنف البنت مع أبيها:

            تتسبب مواضيع متعددة في عنف البنت مع أبيها، ومن هذه المواضيع:

            أ- رفض البنت لوجهـة نظـر أبيـها في مـوضـوع زواجـها، ويزداد عنـف المواجـهـة حـدة بينها وبين أبيها عندما يأخذ القرار عنها ويحاول فرضه عليها.

            ب- حيـاة البنت في جحيـم لا يطـاق مـع زوجـها، الذي فرضـه أبوها عليها رغم رفضها له، فتقوم بإلقاء اللوم على أبيها والصدام معه بأساليب متعددة.

            ج- وعي البنت للأزمـة، التي أوقعـت نفسـها فيها برضوخها لقرار أبيها بتزويـجها وهي صغـيرة لغـريب عن بيئتها، ويحـدث صـدام البنت مع أبيهـا نتيجـة لذلك بعد أن تكبر في بيت زوجها في حياة غير مستقرة وغير سعيدة.

            ومن أنـواع هذا الزواج المشهورة: زواج أثرياء في بعض الدول العربية. من الذين يرغبون في تجديد زوجاتهم كل عام، بفتيات فقيرات أو بفتيات راغبات في الثراء. ويبحث هؤلاء الأثرياء عادة عن الفتيات الريفيات الجميـلات الفقيرات، اللواتي آباؤهن عـلى استعداد لتزويـجـهن مقابل مبلغ محترم من المال ينفقونه على حاجات العائلة. ويحدث أغلب هذا الأمر [ ص: 69 ] في الـدول العربية الفقيرة، كما يحدث أيضا في دول متوسطة الدخل، وكذلك في دول غنيـة مع فتيات طـامعـات في الثـراء، ومنهن عربيات. ولا يدوم هـذا الزواج عـادة أكثر من عـام، تعود بعده الزوجـة مطـلقة إلى بيت أبيها، مع بعض الثروة، بعد أن يمل منها زوجها ويبدأ البحث عن زوجة جديدة

            د- نقمة البنت على أبيها، الذي زوجها وقبض مهرها، فيما هي تعيش الشقاء مع زوجها، الذي يعتبر حياتها ملكا له ويعاملها كأنها أمة (عبدة) عنده مع قوله لها: "لقد اشتريتك، وقبض أبوك الثمن".

            هـ- عدم مسامحة البنت لأبيها لظلمه لها في تصرف ما، كحرمانها من حقها في إرثه بعد وفاته وإعطائه لإخوتها الذكور خلال حياته.

            و- تعامل البنت المتزوجة من غني بازدراء مع أبيها الفقير وتعيرها منه.

            ز- رفض البنت القيام بخدمة أبيها وتحويل الأمر إلى إخوتها وأخواتها مع التحجج بأن زوجها لا يريد ذلك. وفي حال فرضت عليها خدمته لسبب ما، فإنها تخدمه بتأفف بحجة انشغالها، سواء كان أبوها سليما أم معاقا، بينما الإسلام يأمرها بعكس ذلك بقوله تعالى: ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) (الإسراء:23). [ ص: 70 ]

            ح - سـعي البنت للانتـقام من أبيها بسبب تخليه عن تربيتها ورعايتها منذ الصغر، وشعورها نتيجة لذلك باليتم مع أن أباها على قيد الحياة. ومن أسباب إهمال الأب رعاية ابنته السفر الدائم، أو الزواج الثاني، أو إرسـالها للعمل كخادمة. وفي بعض الأحيان إذا حصل اعتداء على شرف البنت الخـادمة في بيت مخـدومها، فإن أباها يعتـبرها هـي المفرطة في نفسها فيقتلها، مع أنه هو المفرط الأول بوضعها في بيت لا يعرف أخلاق أصحابه.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية