الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            دور القادة المثقفين والقدوة الصالحة:

            إن القـادة المثقفين هم الذين يؤهلون تأهيلا مقصودا لكي يؤدوا دورهم أو أدوارهم الثقافية في مجالات عملهم، وهؤلاء القادة هم المفكرون، الـذين يعمـلـون بالقـلـم أو ما في حـكمـه، وكذلك الإذاعيون والممثلون وما شابه.

            وبالإضافة إلى القادة المثقفين، هناك القادة على صعيد الأسرة، خاصة الآباء والأمهات، ويضاف إليهم كل رجالات المجتمع، ومنهم رجال الحكم، وكبار السـن، خـاصـة في الريـف، ورجال الطرق الصوفية، وعلماء الدين وما شابه ذلك.

            وكل هؤلاء يؤدون في المجتمع واجبات خطيرة؛ لأنهم هم الموجهون لكل من يعمل في المجتمع، ولكل ما يقال فيه ولمن يقوله، ولكل ما يصنع فيه ولمن يصنعه. وهم في حقيقة الأمر بعض رموز النظام الاجتماعي للمجتمع [ ص: 130 ] ولسان حاله، ولذلك هم المسؤولون عن تكوين جزء من شخصيات أعضاء المجتمع، الذي يعيشون فيه ويعملون، إذا كانوا صادقين [1] .

            وقد وجه القرآن الكريم نقدا لاذعا إلى المشركين، الذين كانوا يقلدون آباءهم في أفكارهم وعقائدهم ويلغون عقـولهم ويعطلون تفكيرهم، مما يدل على أن الـتربية الصحيحـة تتطـلب جـهـدا من الآباء والمربين كي يحاولوا أن يـكـونـوا قـدوة حـسـنـة لأطـفـالهـم، فـلا ينهـونـهم مثلا عـن شـيء ما ويستبيحونه لأنفسهم. ولقد كان للقدوة الحسنة أهمية كبرى في غرس الإيمـان، وبالـتالي الشعـور بالأمن والطـمأنينة، في نفوس المسلمين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قـدوة حسنـة للصـحـابة، رضي الله عنهم، وكانوا جميعا قدوة لسائر المسلمين [2] .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية