فأما الأول من الأصلين الأولين ، فالرم : إصلاح الشيء . تقول : رممته أرمه . ومن الباب : أرم البعير وغيره ، إذا سمن ، يرم إرماما . وهو قوله :
هجاهن لما أن أرمت عظامه ولو عاش في الأعراب مات هزالا
[ ص: 379 ] وكان أبو زيد يقول : المرم : الناقة التي بها شيء من نقي ، وهو الرم . ومن الباب الرم ، وهو الثرى; وذلك أن بعضه ينضم إلى بعض ، يقولون : " له الطم والرم " . فالطم البحر ، والرم : الثرى .والأصل الآخر من الأصلين الأولين قولهم : رم الشيء ، إذا بلي . والرميم : العظام البالية . قال الله تعالى : قال من يحيي العظام وهي رميم . وكذا الرمة . ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الاستنجاء بالروث والرمة .
والرمة : الحبل البالي . قال ذو الرمة :
أشعث باقي رمة التقليد
ومن ذلك قولهم : ادفعه إليه برمته . ويقال أصله أن رجلا باع آخر بعيرا بحبل في عنقه ، فقيل له : ادفعه إليه برمته . وكثر ذلك في الكلام فقيل لكل من دفع إلى آخر شيئا بكماله : دفعه إليه برمته ، أي كله . قالوا : وهذا المعنى أراد الأعشى بقوله للخمار :فقلت له هذه هاتها      بأدماء في حبل مقتادها  
وأما الأصلان الآخران فالأول منهما من الإرمام ، وهو السكوت ، يقال : أرم إرماما . والآخر قولهم : ما ترمرم ، أي ما حرك فاه بالكلام . وهو قول أوس :
[ ص: 380 ]
ومستعجب مما يرى من أناتنا      ولو زبنته الحرب لم يترمرم  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					