( حفل ) الحاء والفاء واللام أصل واحد ، وهو الجمع . يقال حفل الناس واحتفلوا ، إذا اجتمعوا في مجلسهم . والمجلس محفل . والمحفلة : الشاة [ ص: 82 ] قد حفلت ; أي جمع اللبن في ضرعها . ونهي عن التصرية والتحفيل . ويقال لا تحفل به ، أي لا تباله ; وهو من الأصل ، أي لا تتجمع . وذلك أن من عراه أمر تجمع له .
فأما قولهم لحطام التبن حفالة فليس من الباب ، إنما هو من باب الإبدال ; لأن الأصل حثالة ، فأبدلت الثاء فاء .
ومن الباب رجل ذو حفلة ، إذا كان مبالغا فيما أخذ فيه ، وذلك أنه يتجمع له رأيا وفعلا . وقد احتفل لهم ، إذا أحسن القيام بأمرهم . ويقال احتفل الوادي بالسيل . فأما قولهم تحفل ، إذا تزين ، فهو من ذلك أيضا لأنه يجمع لنفسه المحاسن .
فأما قولهم حفلت الشيء ، إذا جلوته ، فمن الباب ، والقياس صحيح ; وذلك أنه يجمع ضوءه ونوره بما ينفيه من صدئه . قال بشر :
رأى درة بيضاء يحفل لونها سخام كغربان البرير مقصب
والمقصب المجعد . وأراد بالدرة امرأة . يحفل لونها [ سخام ] ، يعني الشعر يزيدها بسواده بياضا ، وهذا كأنه جلاها ، وهو من الكلام الحسن جدا .