المطلب الأول: الاحتكام إلى الدليل:
إن انقطاع العقل الفقهي في عصور التقليد عن مصادر التشريع الأصلية (الكتاب والسنة) ، وإنزال أقوال أئمة المذهب منـزلة النص الشرعي جعل البحث الفقهي يقوم على مقدمات جاهزة دون تمحيص لها ولا تحقيق، وهذا الأمر جعل الإمام الشوكاني يعد من مقومات البحث العلمي قيامه على مقدمات ونتائج يسندها الدليل الصحـيح، حيث قال: «فالمعيار الذي لا يزيغ أن يـكون طالب العـلم مع الدليل في جميع موارده ومصادره، لا يثنيه عنه شيء، ولا يحول بينه وبينه حائل...» [1] .