الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      وكاذب في زمر والكافر في الرعد مع مساكن تزاور

      أخبر عن الشيخين بحذف ألف: "كاذب"، الواقع في "الزمر"، وألف: "الكافر"، الواقع في: "الرعد"، وألف: "مساكن"، و: "تزاور".

      أما "كاذب" في "الزمر" فهو: إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار . وقد تقدم حذف: "كاذب"، لأبي داود وأعاده هنا لموافقة أبي عمرو له على حذفه في خصوص سورة "الزمر".

      وأما "الكافر" في "الرعد" فهو: "وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار"، وقد قرئ في السبع بضم الكاف، وفتح الفاء مشددة وألف بعدها على الجمع، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا فإن ألفه ثابتة.

      وأما "مساكن" ففي "التوبة": ومساكن ترضونها ، ومساكن طيبة .

      وفي "الأنبياء": وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم .

      وفي "القصص": فتلك مساكنهم .

      وفي "سبأ": "لقد كان لسبأ في مساكنهم آية". وهو متعدد ومنوع كما مثل، وهذا المذكور هنا جمع مسكن بفتح أوله وثالثه، بمعنى منزل، وليس بين الكاف والنون ياء لا في مفرده ولا في جمعه، والمتقدم في ترجمة: "البقرة"، جمع مسكين بكسر الميم بمعنى فقير، وبين الكاف والنون من جمعه ومفرده ياء، وقد قرأ حفص وحمزة: في مساكنهم الواقع في: "سبأ"، بإسكان السين، وفتح الكاف من غير ألف بينهما على الإفراد، وقرأه الكسائي في مثلهما إلا أنه كسر الكاف.

      وأما "تزاور" ففي "الكهف": "تزاور عن كهفهم" لا غير، وقد قرأه الشامي بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف بينهما، وقد قدمنا أن العمل في: "كاذب"، على حذف ألفه مطلقا في "الزمر" وفي غيرها، وقوله: "كاذب"، وقوله: و: "الكافر" معطوفان على ضمير المثنى المجرور ب: "في" في البيت قبل، ولكنهما مرفوعان على الحكاية.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية