الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وما يؤدي لاجتماع الصورتين فالحذف عن كل بذاك دون مين

      لما ذكر في الفصول الأربعة المتقدمة أن من أحكام الهمزة تصويرها تارة من جنس حركة نفسها، وتارة من جنس حركة ما قبلها قيد تصويرها بما تضمنه هذا البيت، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل عن كل من كتاب المصاحف بأن كل صورة للهمزة مؤدية أي: موصلة بسبب كتبها، وتصويرها على ما تقدم إلى اجتماع صورتين يعني متماثلتين من غير حائل بينهما في كلمة، أو ما تنزل [ ص: 177 ] منزلة الكلمة؛ فإن الحذف حاصل في تلك الصورة المؤدية إلى ذلك دون مين، أي: كذب، وسواء كانت الصورة الأخرى لهمزة أيضا أم لغيرها، وستأتي أمثلة ذلك للناظم قريبا، وإنما حذفت صورة الهمزة المؤدية إلى ذلك كراهة اجتماع المثلين.

      "واعلم" أن الناظم لم يعين هنا المحذوف من الصورتين فيما كانت الصورتان معا فيه للهمزتين نحو: أأمنتم ، و: أأسجد ، سيذكر في فن الضبط الخلاف في أيهما المحذوفة، وترجيح ما فيه من التفصيل.

      وأما ما كانت إحدى الصورتين فيه للهمزة والأخرى لغيرها نحو: خاسئين . و: مستهزئون . فالظاهر من عبارته أن المحذوف هو صورة الهمزة; إذ الكلام إنما هو فيها لا في غيرها، فيكون كلام الناظم موافقا للراجح عند الشيخين، وهو أن المحذوف في هذا القسم هو صورة الهمزة.

      "تنبيه": مما يؤدي تصوير الهمزة فيه لاجتماع الصورتين باب: آمنين . و: آخذين و: الآمرون ، و: آخرين ، و: آيات . و: المنشآت . مما وقع فيه قبل الألف همزة في قسمي الجمع السالم، والمحذوف منه هو صورة الهمزة، والألف التي بعدها هي الثابتة حسبما جرى به العمل في غير: المنشآت . وبعكسه في: المنشآت . ولهذا تجعل الألف في: المنشآت .

      حمراء بعد صورة الهمزة، والباء في قول الناظم: "بذاك" بمعنى في، واسم الإشارة يعود على "ما".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية