الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وذكر التنزيل أيضا كلما بألف أو ياء أو دونهما


      آتيني الكتاب واجتبيكم     كذاك في النحل اجتبيه يرسم

      أخبر أن صاحب "التنزيل"، وهو أبو داود ذكر أيضا كلمات رسمت في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بالياء وفي بعضها بدونها، وهي ثلاث: "آتيني الكتاب" و: "اجتبيكم"، و: "اجتبيه" في "النحل".

      أما "آتيني الكتاب" ففي "مريم"، واحترز بقيد المجاور للكتاب من غير المجاور له وهو في النمل: "فما آتيني الله خير" فإنه مرسوم بالياء وجها واحدا.

      وأما "اجتبيكم" ففي "الحج": "هو اجتبيكم وما جعل عليكم في الدين من حرج".

      وأما "اجتبيه" في "النحل" فهو: "اجتبيه وهديه إلى صراط مستقيم"، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها؛ وهو كلمتان تقدمتا قبل هذين البيتين، وقد حسن أبو داود الأوجه الثلاثة، إلا أن كلامه يقتضي أن كتب هذه الكلمات الثلاث بالياء من مجرد اختياره لا أنه كتب في بعض المصاحف، كما يقتضيه ظاهر كلام الناظم، ومقتضى حمل هذه الكلمات على النظائر، وسكوت أبي عمرو عن عدها في المستثنيات بعد تقرير القاعدة في ذوات الياء ترجيح رسمها بالياء، وهو ما جرى به العمل عندنا.

      "تنبيه":

      سكت الناظم عن: "أريني" معا في يوسف، وعن: "نادينا" في "الصافات" مع أن كلام أبي داود يؤخذ منه أن في الكلمتين ثلاثة أوجه: رسمها بالياء [ ص: 210 ] أو الألف أو بدونهما، والعمل عندنا على رسمهما بالياء.

      وقوله: "التنزيل"، فاعل "بذكر" على حذف مضاف: أي: ذكر صاحب "التنزيل"، وكلما مفعول به لذكر.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية