الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فصل وما بعد سكون حذفا ما لم يك الساكن وسطا ألفا


      كملء يسألون والنبيء     شيئا وسوءا ساء مع قروء

      لما فرغ الناظم من حكم الهمزة المبتدأة شرع في حكم المتوسطة، والمتطرفة الواقعتين بعد ساكن وجمعهما في فصل واحد لاشتراكهما في الحكم، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن ما وقع بعد سكون من الهمز المتوسط والمتطرف حذف، أي: لم تجعل له صورة إلا إذا كان الساكن الذي قبل الهمز ألفا متوسطا، فإنه سيأتي حكمه آخر هذا الفصل، وهذا الاستثناء خاص بقسم الهمزة المتوسطة، وسيأتي الاستثناء أيضا من الهمزة المتطرفة بعد ألف، فإن قلت: من أين علم أن الاستثناء هنا خاص بقسم المتوسطة؟ فالجواب: أنه علم من وصفه الألف بالتوسط; لأنها لا تكون متوسطة إلا إذا توسط الهمز بأن كان بعده حرف فأكثر ك:"دعاؤكم".

      وأما إذا تطرف: ك: "يشاء"، فإن الألف تكون حينئذ متطرفة لكون الهمز لا شكل له في المصاحف.

      واعلم أن صور الهمزة المتوسطة والمتطرفة الواقعتين بعد ساكن ست وثلاثون، وذلك لأن كلا منهما:

      إما مضمومة، أو مفتوحة، أو مكسورة، فهذه ست، والساكن الذي قبلهما إما صحيح، وإما واو أو ياء لينان، أو واو أو ياء مديان، أو ألف؛ فهذه ست أيضا تضرب في الستة المتقدمة تبلغ ستا [ ص: 160 ] وثلاثين: ثمان عشرة في المتوسطة ومثلها في المتطرفة إلا أنه يسقط من صور الهمزة المتوسطة ثلاث صور؛ وهي المضمومة والمفتوحة والمكسورة بعد الألف لاستثناء الناظم لها تبقى منها خمس عشرة تضم إلى صور الهمزة المتطرفة الثمان عشرة، فتكون ثلاثا وثلاثين: إحدى عشرة منها مع الضم، ومثلها مع الفتح، ومثلها مع الكسر، وإلى هذا التنويع أشار الناظم في البيت الثاني بتعداد الأمثلة من غير مراعاة ترتيب بل على حسب ما ساعده النظم، وهذا ترتيب ما حضر من أمثلتها مع إدراج أمثلة الناظم؛ فالمضمومة متوسطة ومتطرفة نحو: "مسؤولا" و: "ملء"، و: "الموؤودة" و: "شيء". و: "ليسوءوا ". و: "سوء أعمالهم". و: "نبيئهم ". و: "النبيء". و: "دعاء".

      والمفتوحة متوسطة ومتطرفة نحو: "يسألون". و: "الخبء" و: "سوآتهما" و: " شيئا ". و: "سوءا". و: "السوء". و: "نبيئا"، و: "النبيء". و: "ساء".

      والمكسورة متوسطة ومتطرفة نحو: "أفئدة"، و: "بين المرء"، و: "موئلا"، و: "دائرة السوء". و: "كل شيء". و: "ثلاثة قروء"، و: "النبيئين"، و: "لنبيء لهم"، و: "من الماء"، وسيأتي للناظم قريبا استثناء كلمات دخلت في هذه القاعدة التي ذكرها هنا، وقد مثلنا ببعض تلك الكلمات هنا.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية