الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      كذا رواسي والاستئذان فعل المراودة والبنيان

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "رواسي"، وأفعال الاستئذان، وأفعال المراودة والبنيان.

      أما "رواسي" ففي "الرعد": وجعل فيها رواسي وأنهارا ، وهو متعدد غير منوع.

      وأما الأفعال المشتقة من الاستئذان ففي "التوبة": لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا ، إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ، استأذنك أولو الطول منهم ، وهو متعدد ماضيا ومستقبلا، ولا يدخل في الاستئذان نحو: "فأذن"، وإن كانت مادة الجميع واحدة لنقصانه بعدم السين والتاء ولذا ذكر: "آذان" فيما تقدم، ولا يخفى أن أفعال الاستئذان أصلها أن تكون بهمزة ساكنة بعد التاء، وقد رواها قالون كذلك، ورواها ورش بإبدال الهمزة ألفا، وذكر الناظم لحذف ألفها إنما هو باعتبار رواية ورش، ويلزم من حذف ألفها لورش حذف صورة الهمزة فيها لقالون ضرورة أن المحذوف في رواية ورش وهو الألف هو بعينه صورة الهمزة في رواية قالون، ولهذا استغنى الناظم بذكره هنا لورش عن ذكره في باب الهمز لقالون، وهكذا يقال في: "يستأخرون" المقدم وفي: "استأجره"، الآتي ونحوها، وقد قدمنا نحو هذا في: "مستأنسين". عند إدراجه في ضابط الجمع السالم.

      وأما الأفعال المشتقة من المراودة ففي "يوسف": وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ، تراود فتاها عن نفسه ، وهو متعدد فيها ووقع في سورة: "القمر" أيضا.

      وأما البنيان ففي "التوبة": أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف [ ص: 117 ] لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم ، وهو متعدد معرفا كما مثل ومنكرا نحو: ابنوا عليهم بنيانا ، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف ألف: "رواسي"، وأفعال الاستئذان وأفعال المراودة والبنيان حيث وقعت.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية