الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      وذكر الداني وزن فعلان بألف ثابتة كالعدوان

      لما ذكر الناظم في هذه الترجمة وفي التراجم التي قبلها ألفاظا على وزن فعلان بالحذف لأبي داود كالبنيان، أراد أن يبين حكم هذا الوزن لأبي عمرو الداني، فأخبر عنه بإثبات ألف كل لفظ في القرآن على وزن فعلان يعني مما لم يتقدم له حذفه: كالعدوان، ومثله: "كفران"، و: "خسران" و: "طغيان" و: "قربان"، وسيذكر الناظم في ترجمة الحذف الأخيرة ثبت وزنين آخرين لأبي عمرو أيضا، وهما: وزن فعال ووزن "فاعل"، ولم ينبه هنا على استثناء ما تقدم حذفه من الألفاظ التي على وزن فعلان، كما فعل آخر ترجمة الحذف الأخيرة؛ إذ يقول: "ووزن فعال وفاعل ثبت"، البيت... والمتقدم من ذلك: "سلطان"، و: "سبحان" و: "قرآن" على تفصيل فيهما واختلاف، وذلك لعدم الاحتياج إلى الاستثناء; لأن هذا ضابط عام والمتقدم نص خاص، ولا معارضة بين عام وخاص.

      (واعلم) أن أبا عمرو نص على إثبات الألف في ستة أوزان: الثلاثة المتقدمة، وفعلان بكسر الفاء، وفعال بفتحها، وفعال بكسرها مع فتح العين المخففة فيهما، وأمثلتها: "قنوان"، و: "صنوان" و: "ثواب"، و: "عذاب" و: "بيان" و: "حساب"، و: "عقاب" و: "بدارا"، وكل واحد من الثلاثة قد اختص أبو داود بحذف بعض الألفاظ التي على وزنه نحو: "فراشا"، و: "متاع"، و: "رضوان"، و: "ولدان"، وقد سكت الناظم عن الأوزان الثلاثة الأخيرة، وكان حقه أن ينبه عليها، كالأوزان الثلاثة. الأول ليفيد ما لأبي عمرو فيها من المخالفة لأبي داود.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية