ثم قال:

لكن من باءوا تبوءوا رووا إسقاطها وبعد واو من سعو

في سبإ ومثلها إن فاءوا     عتو عتوا وكذاك جاءوا

لما ذكر أن الألف زيد بعد واو فعل الجمع استثنى ستة ألفاظ، روى جميع شيوخ النقل nindex.php?page=treesubj&link=28885إسقاط الألف فيها بعد واو الجمع: لفظان متعددان، وأربعة غير متعددة،  فاللفظان المتعددان: "باءوا"، و: "جاءوا" حيث وقعا، نحو: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=90فباءوا بغضب على غضب ، nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=116وجاءوا بسحر عظيم .

والألفاظ الأربعة الغير المتعددة: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9تبوءوا الدار في "الحشر"، و: nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=5سعوا في آياتنا في "سبإ"، و: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226فإن فاءوا في "البقرة". nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21وعتوا عتوا في "الفرقان"، واحترز الناظم بقيد [ ص: 189 ] السورة في: "سعوا" عن: "سعوا" الواقع في "الحج"، فإنه رسم بألف بعد الواو، وبقيد: "عتوا" المقترن به "عتو" عن غير المقترن به نحو: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=77وعتوا عن أمر ربهم nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166فلما عتوا عن ما نهوا عنه ، في "الأعراف" فإنه رسم بألف بعد واو أيضا، وليس إن مع "فاءو"، قيدا؛ إذ لم يقع في القرآن غيره.

"واعلم" أن الناظم لم يستثن من واو الجمع واو: nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3كالوهم و: nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وزنوهم ; لأنها ليست متطرفة؛ لكون الضميرين بعدها متصلين منصوبين بالفعلين لا منفصلين على الصحيح، فلا حذف في الكلمتين أصلا.

"تنبيه": سكت الناظم عن الخلاف في: "لتربو" في "الروم" و: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69آذوا في "الأحزاب" مع أن أبا عمرو ذكر في المقنع عن بعض الرواة حذف الألف بعد الواو فيهما إلا أن كلامه يقتضي ضعفه، وقد ذكر أبو داود الخلاف فيهما أيضا من غير ترجيح، والعمل عندنا على زيادة الألف بعد الواو فيهما، وقول الناظم: رووا، جملة فعلية خبر: لكن، واسمها ضمير الشأن محذوفا، والجملة الفعلية مفسرة له.

ثُمَّ قَالَ:

لَكِنَّ مِنْ بَاءُوا تَبَوَّءُوا رَوَوْا إِسْقَاطَهَا وَبَعْدَ وَاوٍ مِنْ سَعَوْ

فِي سَبَإٍ وَمِثْلُهَا إِنْ فَاءُوا     عَتَوْ عُتُوًّا وَكَذَاكَ جَاءُوا

لَمَّا ذَكَرَ أَنَّ الْأَلِفَ زِيدَ بَعْدَ وَاوِ فِعْلِ الْجَمْعِ اسْتَثْنَى سِتَّةَ أَلْفَاظٍ، رَوَى جَمِيعُ شُيُوخِ النَّقْلِ nindex.php?page=treesubj&link=28885إِسْقَاطَ الْأَلِفِ فِيهَا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ: لَفْظَانِ مُتَعَدِّدَانِ، وَأَرْبَعَةٌ غَيْرُ مُتَعَدِّدَةٍ،  فَاللَّفْظَانِ الْمُتَعَدِّدَانِ: "بَاءُوا"، وَ: "جَاءُوا" حَيْثُ وَقَعَا، نَحْوَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=90فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ ، nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=116وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ .

وَالْأَلْفَاظُ الْأَرْبَعَةُ الْغَيْرُ الْمُتَعَدِّدَةِ: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9تَبَوَّءُوا الدَّارَ فِي "الْحَشْرِ"، وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=5سَعَوْا فِي آيَاتِنَا فِي "سَبَإٍ"، وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226فَإِنْ فَاءُوا فِي "الْبَقَرَةِ". nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=21وَعَتَوْا عُتُوًّا فِي "الْفُرْقَانِ"، وَاحْتَرَزَ النَّاظِمُ بِقَيْدِ [ ص: 189 ] السُّورَةِ فِي: "سَعَوْا" عَنْ: "سَعَوْا" الْوَاقِعِ فِي "الْحَجِّ"، فَإِنَّهُ رُسِمَ بِأَلِفٍ بَعْدَ الْوَاوِ، وَبِقَيْدِ: "عُتُوًّا" الْمُقْتَرِنِ بِهِ "عُتُوٌّ" عَنْ غَيْرِ الْمُقْتَرِنِ بِهِ نَحْوَ: nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=77وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ ، فِي "الْأَعْرَافِ" فَإِنَّهُ رُسِمَ بِأَلِفٍ بَعْدَ وَاوٍ أَيْضًا، وَلَيْسَ إِنْ مَعَ "فَاءُو"، قَيْدًا؛ إِذْ لَمْ يَقَعْ فِي الْقُرْآنِ غَيْرُهُ.

"وَاعْلَمْ" أَنَّ النَّاظِمَ لَمْ يَسْتَثْنِ مِنْ وَاوِ الْجَمْعِ وَاوَ: nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3كَالُوهُمْ وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وَزَنُوهُمْ ; لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مُتَطَرِّفَةً؛ لِكَوْنِ الضَّمِيرَيْنِ بَعْدَهَا مُتَّصِلَيْنِ مَنْصُوبَيْنِ بِالْفِعْلَيْنِ لَا مُنْفَصِلَيْنِ عَلَى الصَّحِيحِ، فَلَا حَذْفَ فِي الْكَلِمَتَيْنِ أَصْلًا.

"تَنْبِيهٌ": سَكَتَ النَّاظِمُ عَنِ الْخِلَافِ فِي: "لِتَرْبُوَ" فِي "الرُّومِ" وَ: nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69آذَوْا فِي "الْأَحْزَابِ" مَعَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكَرَ فِي الْمُقْنِعِ عَنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ حَذْفَ الْأَلِفِ بَعْدِ الْوَاوِ فِيهِمَا إِلَّا أَنَّ كَلَامَهُ يَقْتَضِي ضَعْفَهُ، وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ الْخِلَافَ فِيهِمَا أَيْضًا مِنْ غَيْرِ تَرْجِيحٍ، وَالْعَمَلُ عِنْدَنَا عَلَى زِيَادَةِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْوَاوِ فِيهِمَا، وَقَوْلُ النَّاظِمِ: رَوَوْا، جُمْلَةٌ فِعْلِيَّةٌ خَبَرُ: لَكِنْ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ الشَّأْنِ مَحْذُوفًا، وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ مُفَسِّرَةٌ لَهُ.