الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وفي تقاته كذاك يرسم لكنه حذف عن بعضهم

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن ألف "تقاته" من قوله تعالى: اتقوا الله حق تقاته ، في "آل عمران" يرسم، أي: يثبت في الرسم كما رسم، أي: أثبت ألف: "كلتا"، و: "تترا" المتقدمين، لكن ليس ألف: "تقاته" متفقا على إثباته بل ورد حذفه عن بعض كتاب المصاحف، فاسم الإشارة في قول الناظم: كذاك، يعود على ما تقدم من لفظي: "كلتا"، و: "تترا"، والتثنية بهما باعتبار ثبوت ألفهما في الرسم، وهذا الخلاف الذي أشار إليه الناظم في: "تقاته" ذكره الشيخان وذكرا بعده أن ألف: "تقاته" لم يرسم في شيء من المصاحف ياء زاد في "التنزيل": والكاتب مخير في أن يكتب كيف شاء. اه.

      والعمل عندنا على إثبات ألفه وأصله: "وقية" أبدلت واوه تاء كتخمة، وياؤه ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، فألفه منقلبة عن ياء؛ فكان القياس أن يكتب بالياء لكنه كتب على ما في بعض المصاحف بالألف على اللفظ، فيكون كالكلمات السابقة، أو لكراهة اجتماع صورتين، وهما الياء والتاء؛ لتساويهما صورة عند فقد النقط فيكون كالأصل الآتي.

      "تنبيه":

      جملة ما استثناه الناظم خمس عشرة كلمة؛ سبع باتفاق، وخمس على احتمال، وثلاث على اختلاف، وقد علم كل من محله المتقدم، وقد نقل أبو عمرو في "المقنع"، عن أبي حفص الخراز أن: "طوى" في "طه" بالألف، وكأن سكوت الناظم عنه لإنكار أبي عمرو له حيث قال: "ولم أجد ذلك في المصاحف العراقية وغيرها إلا بالياء". اهـ.

      وعلى رسمه بالياء العمل، والضمير في قول الناظم: "يرسم" يعود على الألف، والمجروران قبله متعلقان به.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية