الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      باب حروف وردت بالفصل في رسمها على وفاق الأصل

      أي: هذا باب بيان حروف، أي: كلمات وردت في المصاحف بالفصل في رسمها، والمراد بالفصل القطع، أي: قطع الكلمة عما بعدها في الرسم، وضد الفصل الوصل، والفصل هو الأصل، ولأصالته قال الناظم هنا: "على وفاق الأصل". فإن قلت: حيث كان الفصل هو الأصل، فكان حق الناظم أن لا يتعرض إلا لما خرج عن [ ص: 218 ] الأصل وهو الموصول.

      "والجواب" أنه إنما تعرض كغيره للمفصول اختصارا لقلته بالنسبة إلى الموصول، ولو تعرضوا إلى جميع ما جاء موصولا على خلاف الأصل لطال الكلام وفات الاختصار، وهذه الترجمة شروع من الناظم في مسائل الفصل والوصل بعد فراغه من مسائل الإبدال الرسمي، وقد جعل الناظم مسائل الفصل والوصل في بابين:

      - أولهما هذا الباب؛ وقد تكلم فيه على المفصول من الكلمات، ويعلم منه أن ما له نظير منها، ولم يذكر يكتب موصولا.

      - وثانيهما: الباب الذي بعده، وقد تكلم فيه على الموصول من الكلمات، ويعلم منه أن ما له نظير منها، ولم يذكر يكتب مفصولا.

      وقد ذكر في هذا الباب ستة فصول، اشتمل الفصل الثاني منها على تسعة أنواع من المقطوع، والثالث على نوعين منه، والرابع على أربعة أنواع منه، واشتمل كل فصل من الفصول الباقية على نوع منه فقط، والأنواع التي اشتمل عليها الفصل الثاني والثالث، والرابع بعضها متعدد، وبعضها متحد، وقوله: بالفصل، متعلق، بوردت، وفي رسمها متعلق بالفصل، وقوله: على وفاق الأصل يحتمل تعلقه بالفصل أو بوردت.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية