الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ثم امتحن موضعه بالعين حيث استقرت ضعه دون مين


      كعامنوا في آمنوا والسوع     في السوء والمسيء كالمسيع

      ذكر في البيت الأول ما يمتحن به موضع الهمز، فأمر بأن يمتحن أي: يختبر موضعه بالعين بأن ينطق بها في موضع الهمز، فالموضع الذي تظهر فيه العين فيه يوضع الهمز خطا، وهذا معنى قوله: "حيث استقرت" أي: العين "ضعه" أي: الهمز كيف ما كان "دون مين" أي: دون كذب، وهذا الذي ذكره الناظم ذكره النقاط وغيرهم، وإنما احتاجوا لذكره; لأن من أراد وضع الهمزة قد يشكل عليه محل وضعها، لكون المصاحف العثمانية لم توضع فيها الهمزة بل جعل موضعها خاليا، فجاء من بعد السلف وأحدث للهمزة هيئة إما نقطا أو عينا، ثم مثل الناظم في البيت الثاني بثلاثة أمثلة لما يمتحن بالعين: الأول "آمنوا"، وأشار به إلى ما وقع فيه بعد الهمز حرف مد، فيدخل فيه نحو: مسؤولا0 ، و: متكئين فتقول: "عامنوا" و: "مسعولا" و: "متكعين"، فظهرت العين قبل الألف والواو والياء، فتجعل الهمزة في مكانها، والمثال الثاني: السوء مثل به للهمز الذي قبله واو، والمثال الثالث: المسيء مثل به للهمز الذي قبله ياء، ولم يمثل للهمز الذي قبله ألف نحو: دعاء اكتفاء عنه بمثالي الواو والياء الواقعين قبل الهمز، وهذه الأمثلة التي ذكرها قد يتوهم فيها جعل الهمزة في حرف المد، فلذا اقتصر عليها، وإلا فالامتحان بالعين يعم الهمز الذي لا صورة له -كأمثلة الناظم- والهمز الذي له صورة نحو:سألوا و: مؤجلا ، و: فئة ، و: "ثم" في قوله: "ثم امتحن" لمجرد العطف، وليست للمهلة بل ولا للترتيب; لأن مرتبة الامتحان بالعين سابقة على ما استفيد من قوله: "وكل ما وجدته من نبر" وما بعده، وقوله: "موضعه" مفعول به ل: "امتحن"، وليس بظرف،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية