الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وآخر الياءين من بأييدي للفرق بينه وبين الأيدي

      أشار هنا إلى النوع الثاني مما زيدت فيه الياء، وهو ما زيدت فيه بعد ياء ساكنة، وقد وقع في: "بأييد"، من قوله تعالى: "والسماء بنيناها بأييد"، لا غير، واتفقت المصاحف على كتبه بياءين، قد قدمنا في الرسم أن الياء الأولى فيه هي الأصلية والياء الثانية هي الزائدة على المختار، وعليه عول الناظم، وقدمنا أيضا أنهم زادوا الياء فيه للفرق بينه وبين: أيدي ، في نحو: بأيدي سفرة ، و: أيدي الناس ; لأن ما زيدت فيه الياء مفرد بمعنى القوة، وهمزته فاء الكلمة وياؤه عينها وداله لامها وما لم تزد فيه الياء جمع مفرده يد بمعنى الجارحة وهمزته زائدة وياؤه الأولى فاء الكلمة وداله عينها وياؤه الأخيرة لامها، فقول الناظم "للفرق بينه، وبين الأيدي" لا يريد به لفظ: "الأيدي" المحلى بأل، وإنما معناه للفرق بينه وبين "أيدي" التي هي الجوارح، فعبر بلفظ الأيدي عن الجوارح.

      وكيفية ضبط: "بأييد" بناء على المختار، وهو أن الياء الثانية هي الزائدة أن تجعل الهمزة صفراء مع حركتها فوق الألف وتجعل الدارة فوق الياء الثانية دلالة على زيادتها، وتجعل على الياء الأولى الأصلية جرة تكون علامة للسكون ليظهر الزائد من غيره، وبهذا الضبط جرى العمل عندنا، وإنما جعلوا الجرة هنا علامة للسكون دون الدارة مخافة الالتباس بين الزائد والأصلي من الياءين، وقوله: و: "آخر" معطوف على "ياء" من "آنائي"، فهو بالرفع معمول ل: "زيد" و: "للفرق" علة ل: "زيد" والياء بعد الدال في "بأييدي" للإطلاق، وفي "الأيدي" أصلية،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية