من مريم لصاد قل ذا الأول في الأنبيا للكوف قال يجعل
في قال كم مع قال إن عكس جرى لا واو للمكي في ألم ير
في المؤمنين آخري لله زد للبصر والإمام همزا اعتمد
والمك أولى نزل الفرقان ويأتيني النمل نونا ثان
وحذرون فرهين الألف يثبت في بعض وبعض يحذف
في وتوكل عوض الواو بفا للمدني والشام والواو احذفا
للمك من وقال موسى وألف لؤلؤ فاطر بخلف قد ألف
ما عملته الها لكوف نكبا وألف الظنونا للكل اكتبا
الموضع الأول: لفظ: قل الأول في قوله تعالى: "قل ربي يعلم القول" في سورة "الأنبياء"، قال في "المقنع": وفي "الأنبياء" في مصاحف أهل الكوفة : قال ربي يعلم القول بالألف، وفي سائر المصاحف: قل ربي بغير ألف. ا. ه.
واحترز الناظم بقوله الأول عن الثاني في سورة "الأنبياء" وهو: "قل رب احكم بالحق".
الموضع الثاني: قال كم ، و: قال إن لبثتم ، في سورة "المؤمنين" ذكرهما في "المقنع" فقال: وفيها في مصاحف أهل الكوفة : "قل كم لبثتم"، "قل إن لبثتم"، بغير ألف في الحرفين، وفي [ ص: 354 ] سائر المصاحف: "قال" بالألف في الحرفين، وينبغي أن يكون الحرف الأول في مصاحف أهل مكة بغير ألف، والثاني بالألف; لأن قراءتهم فيهما كذلك ولا خبر عندنا في ذلك عن مصاحفهم، إلا ما رويناه عن أنه قال: ولا أعلم أن مصاحف أهل مكة إلا عليهما؛ يعني على إثبات الألف في الحرفين. اه. أبي عبيد
وقد جزم في التنزيل بثبوت الألف في الموضعين في المصحف المكي، ومعنى قول الناظم: "عكس جرى" أن الموضعين في مصاحف أهل الكوفة : "قل" بغير ألف، وفي سائر المصاحف: "قال"، بالألف على عكس ما تقدم.
الموضع الثالث: ألم ير في "الأنبياء" ذكره في "المقنع"، فقال: وفيها في مصاحف أهل مكة: "ألم ير الذين كفروا" بغير واو بين الهمزة واللام، وفي سائر المصاحف: أولم ير الذين ، بالواو.
الموضع الرابع: سيقولون لله ، اللفظان الأخيران في سورة "المؤمنون" ذكرهما في "المقنع" فقال: وفي "المؤمنون" في مصاحف أهل البصرة: "سيقولون الله قل أفلا تتقون"، و: "سيقولون الله قل فأنى تسحرون"، في الاسمين الأخيرين، وفي سائر المصاحف: "لله"، "لله" فيهما، قال وكذلك رأيت ذلك في الإمام، قال أبو عبيد: الجعبري : أي: بالألفين فيهما. اه. ثم قال : وقال أبو عمرو هارون الأعور عن عاصم الجحدري : كانت في الإمام: لله ، لله ، وأول من ألحق هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي، وقال عمرو : كان الحسن يقول: الفاسق زاد فيهما ألفا، وقال عبيد الله بن زياد يعقوب الحضرمي : أمر عبيد الله أن تزاد فيهما ألف، قال : هذه الأخبار عندنا لا تصح لضعف نقلتها واضطرابها وخروجها عن العادة؛ إذ غير جائز أن يقدم نصر وعبيد الله هذا الإقدام من الزيادة في المصاحف مع علمها بأن الأمة لا تسوغ لهما ذلك، بل تنكره، وترده، وتحذر منه ولا تعمل عليه، وإذا كان ذلك بطل إضافة زيادة هاتين الألفين إليهما، وصح أن إثباتهما من قبل أبو عمرو والجماعة رضي الله عنهم على حسب ما نزل من عند الله تعالى، وما أقرأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واجتمعت المصاحف على الحرف الأول: سيقولون لله بغير ألف قبل اللام. اه. وعن هذا الأول احترز الناظم بقيد الأخيرين، ومراده [ ص: 355 ] بالهمز في قوله: "همزا اعتمد" همز الوصل. عثمان
الموضع الخامس: "وننزل الملائكة" في "الفرقان" ذكره في "المقنع" فقال: وفي "الفرقان" في مصاحف أهل مكة : "وننزل الملائكة تنزيلا" بنونين، وفي سائر المصاحف "ونزل" بنون واحدة. اهـ.
وقد احترز الناظم بقيد الأولى عن الكلمة الثانية في السورة وهي: لولا نزل عليه القرآن ، وأما: "الذي نزل الفرقان" فمبني للفاعل، والذي في بيت الناظم مبني للمفعول.
الموضع السادس: أو ليأتيني في "النمل" ذكره في "المقنع"، فقال: وفي "النمل" في مصاحف أهل مكة : أو ليأتيني بسلطان مبين بنونين، وفي سائر المصاحف بنون واحدة.
الموضع السابع والثامن: "حذرون"، و: "فرهين" ذكرهما في "المقنع" في باب ما اختلفت فيه مصاحف أهل الأمصار بالإثبات والحذف فقال: وفيها أي: في "الشعراء" في بعض المصاحف: فارهين بألف، وفي بعضها "فرهين" بغير ألف، وكذلك: حاذرون و: "حذرون".
الموضع التاسع: "فتوكل على العزيز الرحيم" ذكره في "المقنع"، فقال: وفي "الشعراء" في مصاحف أهل المدينة والشام : "فتوكل على العزيز الرحيم"، وفي سائر المصاحف: وتوكل بالواو.
الموضع العاشر: قال موسى ، في "القصص" ذكره في "المقنع"، فقال: وفي "القصص" في مصاحف أهل مكة : قال موسى ربي أعلم بغير واو، وفي سائر المصاحف: وقال بالواو.
الموضع الحادي عشر: لؤلؤا في "فاطر" ذكره في "المقنع" في باب ذكر ما رسم بإثبات الألف على اللفظ، أو المعنى بما حاصله بعد التطويل أن المصاحف اختلفت في رسم الألف فيه بعد الواو، ولم تختلف في ثبوت الألف في الذي في "الحج".
الموضع الثاني عشر: وما عملته أيديهم في "يس" ذكره في "المقنع"، فقال: وفي "يس" في مصاحف أهل الكوفة : "وما عملت أيديهم" بغير هاء بعد التاء، وفي سائر المصاحف: وما عملته بالهاء. اه. وقوله "نكبا" بتشديد الكاف مبنيا للنائب يقال: نكبه تنكيبا عدل عنه واعتزله، ومراده بتنكيب الهاء حذفها للكوفي، ثم استطرد الناظم موضعا واحدا اتفقت المصاحف على كيفية رسمه، واختلف القراء فيه؛ وهو قوله تعالى في "الأحزاب": "وتظنون بالله الظنونا" ذكره في "المقنع" في باب ما رسم بإثبات الألف على اللفظ، أو المعنى فقال: وفي "الأحزاب": [ ص: 356 ] "الظنونا"، و: "الرسولا"، و: "السبيلا" ثلاثتهن بالألف،