وليس ما اشترط من تكرر حتما لحذفهم سوى المكرر
وإنما ذكرته اقتفاء سننهم وبهم اقتداء
فقد أتى الحذف بلفظ الفاتحين على انفراده ولفظ الغافرين
ومتشاكسون ثم الخالفين والحامدون مثلها وسافلين
وحسرات غمرات قربات وحرف مطويات مع معقبات
أوردها مولى المؤيد هشام وههنا استوفيت في الجمع الكلام
ودليل انتفاء تحتم ذاك الشرط مجيء الحذف في كلمات منفردة غير متعددة منها مذكر وهي [ ص: 49 ] كلمة: الفاتحين و: الغافرين في الأعراف:
و: متشاكسون في الزمر: و: الخالفين ، و: الحامدون في التوبة. و: سافلين في التين، ومنها مؤنث وهو: حسرات في البقرة وفاطر، و: غمرات في الأنعام، و: قربات في التوبة، و: مطويات في الزمر، معقبات في الرعد.
ذكر هذه الكلم الإحدى عشرة في التنزيل: أبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح مولى أمير المؤمنين هشام المؤيد بالله.
واعلم: أن غير المكرر ليس منحصرا في هذه الكلم، فقد ذكر أبو داود كلما أخر نحو: واردون بالأنبياء، و: كالحون بقد أفلح، خامدون بيس، و: صدقاتهن بالنساء و: متجاورات و: "مثلات" بالرعد و: متبرجات بالنور، و: والذاريات : والمرسلات ، : والنازعات : والعاديات ، ومجاوراتها.
وذكر أيضا من المنفرد بالحذف: عرفات وثيبات، وفي بعض نسخه: غرفات بالغين المعجمة. أبو عمرو
وإنما اكتفى الناظم بالجموع التي ذكرها لحصول المقصود من الاستدلال بها على ما ادعاه من أن شرط التكرار ليس متحتما بل هو غالب، وبالحذف في جميع ما تقدم من الألفاظ المنفردة جرى العمل.
ثم أخبر أنه استوفى في هذا المحل الكلام في الجمع، وهو كما أخبر، إلا أنه أخر كلمتين من الملحق بالجمع، وهما: ثلاثون ، و: ثمانين لمناسبة بينهما وبين ما ذكرا معه، وآخر من المنقوص المحذوف النون ملاقوا حتى أدرجه في التلاق للمناسبة أيضا.
والباء في قوله: بلفظ بمعنى في ومطويات من غير تنوين للوزن.