الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      حيث أصابعهم والبرهان نكالا الطاغوت ثم الإخوان

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أصابعهم، والبرهان، ونكالا، والطاغوت، والإخوان" حيث وقعت.

      أما "أصابعهم" ففي "البقرة": يجعلون أصابعهم في آذانهم ، وأما "البرهان" ففي البقرة: قل هاتوا برهانكم ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع نحو: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به .

      وأما "نكالا": ففي "البقرة": فجعلناها نكالا وفي العقود: نكالا من الله ، وخرج بنكالا المنون: نكال الآخرة والأولى بالنازعات، فإنه ثابت، وأما: أنكالا وجحيما فغير داخل في: نكالا كما هو ظاهر؛ وهو ثابت أيضا.

      وأما "الطاغوت" ففي "البقرة": والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ، وهو متعدد فيما بعدها، وأما "الإخوان" ففي "البقرة": وإن تخالطوهم فإخوانكم ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع نحو: فأصبحتم بنعمته إخوانا ، والعمل على الحذف في هذه الألفاظ المذكورة في البيت حيث وقعت.

      وسكت عن الألف الأولى من: "برهانان" مثنى "برهان"، الواقع في "القصص" في قوله تعالى: فذانك برهانان ، والعمل على حذفها، وأما الألف الثانية فيعلم حكمها من قاعدة المثنى الآتية.

      وقوله: "أصابعهم"، والألفاظ الأربعة بعده عطف على "ذين" بحذف العاطف من الأول، والثالث، والرابع، و: "حيث" ظرف مكان متعلق بحذف المتقدم في البيت قبله مضاف في التقدير إلى جملة مقدم من تأخير، والتقدير: وجاء حذف ذين و: "أصابعهم" و: "البرهان"، إلخ، حيث وقعت.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية