[ ص: 86 ]
وليس هاؤم وهاتوا منها لعدم التنبيه فاعلم من ها
لما ذكر في البيت قبل هذا أن ألف: ها التنبيه محذوفة خشي أن يتوهم أن ها من "هاؤم"، و: "هاتوا" في قوله تعالى: هاؤم اقرءوا كتابيه و: هاتوا برهانكم للتنبيه فرفع ذلك التوهم بقوله: إن "ها" إذ هي جزء كلمة فيهما فتكون ألفها ثابتة. ها من "هاؤم"، و: "هاتوا" ليست من "ها" الدالة على التنبيه لعدم استفادة التنبيه من لفظةأما "هاؤم" فهاء فيه اسم فعل بمعنى خذ، قال والعرب تقول: هاء للرجل، وللاثنين رجلين أو امرأتين هاؤما، وللرجال هاؤم، وللمرأة هاء بهمزة مكسورة من غير ياء، وللنسوة "هاؤن". ا. ه. الكسائي:
وهذه الزوائد على لفظة هاء أحرف تبين حال المخاطب، وفيه لغات أخر ليس هذا محل ذكرها.
وأما "هاتوا" فالأصح أنه فعل أمر، وهاؤه أصلية هي فاؤه ومعناه: أحضروا.
وقول الناظم: "هاؤم" اسم "ليس"، وهو على حذف مضاف، أي: "ها هاؤم"، وقوله: "منه" خبر "ليس"، ويكتب متصلا لدخول الجار وهو من على الضمير العائد على: ها، التي للتنبيه.
وأما قوله: "من ها" آخر البيت فهو متعلق ب: "عدم"، ويكتب منفصلا; لأن "من" الجارة دخلت فيه على اسم ظاهر لا ضمير، وجملة "اعلم" معترضة بين الجار ومتعلقه لتصحيح الوزن.