الوجه الثاني: يقال له: قد قررت فيما تقدم أن العالم كري الشكل، وإذا كان كذلك لم يكن له يمين ولا يسار بل ليس له إلا جهة المحدب وهو المحيط، والباري خارج العالم، فيمتنع أن يكون الباري إلا فوق العالم. قوله: " إنه بتقدير أن يحصل ذات الله في يمين العالم أو يساره لم يكن موصوفا بالعلو على العالم، وتلك الجهة لا يمكن فرض وجودها خالية عن هذا العلو"
[ ص: 166 ] فقولك بعد هذا إذا كان عن يمين العالم أو يساره. أسقط من قولك إذا كان داخل العالم، فإن العالم له داخل. وأما يمين أو يسار فليس له. وفرض وجود موجود داخل العالم ممكن، وفرض وجود موجود عن يمينه ويساره غير ممكن كما قررته.