الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الثاني في ذلك وهو الحادي عشر: أن توجه الخلائق بقلوبهم وأيديهم وأبصارهم إلى السماء حين الدعاء أمر فطري ضروري عقلي لا يختص به أهل الملل والشرائع، بل يفعله المشركون وغيرهم ممن لا يعرف العرش، ولا يسمع به، [ ص: 545 ] ولا يعلم أن فوق السماء لله عرشا، فلو كان الرفع إنما هو إلى العرش فقط، الذي هو قبلة لم يقصد ذلك الرفع إلا من علم أن هناك عرشا، كما لا يقصد التوجه إلى القبلة إلا من علم أن الكعبة التي يستقبلها المسلمون هناك، لأن القصد والإرادة لا يكون إلا بعد الشعور بالمقصود، فمن لم يشعر أن هناك عرشا امتنع أن يقصد الرفع إلى العرش. وهذا تحقيق ما تقدم من أن العلو لله علم بالفطرة والعقل، وأما استواؤه على العرش فإنما علم بالسمع.

التالي السابق


الخدمات العلمية